سلطان مصلح مسلط الحارثي
منذ عقود طويلة، وبعض أنديتنا السعودية مرتبطة ارتباطاً كاملاً بنظرية «المؤامرة» التي جعلتها تتأخر كثيراً، وجعلت جماهيرها تعيش تحت ضغط كبير، جراء ادعائها بأن الجميع يقف ضدها، بينما الواقع والحقيقة التي يدركها مسؤولو تلك الأندية، أن لا مؤامرة تُحاك ضدهم، ولم يقف في طريقهم أحد، ولكن تسريب تلك الشائعة التي كانت تُردد منذ سنوات طويلة، ولا زالت مستمرة حتى الآن، جاء من باب إشغال جماهير تلك الأندية، وتحويل الفشل من إداراتهم إلى أطراف أخرى وايضاً ابتزاز للمنظومة بلجانها وإداراتها.
من تلك الأندية، من آمن بنظرية المؤامرة منذ عقود طويلة، وأصبح يرمي فشله الذريع على الآخرين، وتسبب في افتعال أزمات من العدم، حتى أنه تأخر كثيراً عن الآخرين الذين تجاوزوا المحلية والقارية وأصبحوا محط أنظار العالم، ولم يعد يربط النادي الكبير بذلك النادي إلا «الجيرة» التي جعلت صيته يذاع بسبب اقتران اسمه باسم النادي العظيم، ولولا هذا الاقتران الذي صنعته الظروف، لما بقي اسمه يتردد على المسامع حتى الآن، فتاريخه الرياضي الممتد منذ أكثر من60 سنة، لم يصنع فيه مايجعله محل فخر لأنصاره ومحبيه، ولكن «الحظ وجيرة الكبير» جعلت منه اسماً يعتقد من يجهله بأنه صاحب منجزات عظيمة، بينما المحصلة النهائية تجعله «مجهولاً» قياساً على منجزات جاره.
ذهبت تلك العقود، وبقيت نظرية المؤامرة في عقول عديد ممن له صلة في هذا النادي، يتوارثونها جيلاً بعد جيل، إلا أنه في السنتين الأخيرتين،ارتبط بـ»الشكاوى»، وأصبح معروفاً عند الجميع بكثرة شكاويه.. اشتكى وسائل إعلامية، واشتكى أندية، واشتكى لاعبين، واشتكى لجاناً، واشتكى إعلاميين، واشتكى أفراداً، واشتكى مغردين، واشتكى حتى من ينتسب له، ولكن المؤسف، أننا بسببه، أصبحنا نلعب خارج المستطيل الأخضر، وأصبحنا نتحدث عن القضايا أكثر من الاستمتاع بالمباريات، فكل يوم لدينا «قضية» وكل يوم لدينا «شكوى»، والمتسبب الأول فيما يحدث من تشنج وتنافر كبير هو الذي لا يستطيع تحقيق المنجزات داخل المستطيل الأخضر، فاستبدلها بـ»الشكاوى»، وأزعج كل من له صلة بالرياضة، حتى وصل لمرحلة أنه يريد «إبعاد» كل من أثبت «نجاحه»، وحقق منجزات وطنية، افتخرت بها القيادة السعودية العليا، والمصيبة أن هنالك من «تتراعد فرائصه» تتجاوب معه، وهذا ماجعله يتمادى في شكاويه، زاد على ذلك وجود فئة قليلة من جماهيره تتعاطى مع «الشكاوى» وكأنها «بطولات» تسجل باسم النادي, وأوهم بعض الإعلاميين المنتسبين له، أن كسب «قضية» يعادل كسب «بطولة»، فصدق تلك المقولة ثلة من أصحاب العقول الخاوية، ولم يدركوا خطاهم» إلا بعد أن حقق النادي «المفخرة» إنجازاً جديداً سُجل باسم الوطن، وتم الاحتفاء به على الصعيد الرسمي، ليتأملوا بعد ذلك في أحوالهم، وواقعهم، ويبكون على ماضٍ «سحيق»، وحاضر «ضبابي»، ومستقبل «مجهول»، والأمنيات التي تحبطهم، وقد كانوا يخفونها، عبروا عنها بصريح العبارة، «ليتنا لم نعرف الرياضة»، بينما هناك فئة من جماهيره، تسعى لتصحيح مساره، وعودته لـ «منصات الذهب»، لعله يلحق بركب الأندية المنجزة، ويحقق لهم تاريخاً يفاخرون به أمام الجميع، بدلاً من «مطاردة» الناجحين، ورفع»الشكاوى» عليهم بسبب ودون سبب.
تحت السطر:
_ كما هو متوقع، تأهل فريق الشباب لدور الثمانية على حساب فريق ناساف الأوزبكي، واستطاع فريق الهلال تجاوز فريق شباب أهلي دبي الإماراتي، بينما خرج فريق الفيصلي على يد فريق فولاذ الإيراني.
_ الهلال، تجاوز شباب أهلي دبي، ولكن الفريق لم يقدم المستوى المأمول منه، وربما الإرهاق الذي عاشه طوال الأسابيع الماضية، انعكس عليه، والأمل أن يعود الأزرق لمستواه في أهم منعطف له خلال هذا الموسم.
_ أكتب مقالي وقد عرف الجميع الفريقين اللذين تأهلا لدور الأربعة، والأمنيات أن يكون طرفا نصف النهائي فريقي الهلال والشباب.
_ يتحدثون عن ضعف بطولة دوري أبطال آسيا، وقوة الدوري السعودي، للانتقاص من ممثلينا آسيوياً، ولكنهم بجهل مركب ينسون أن فريق الهلال احتكر بطولة الدوري السعودي خلال الثلاثة مواسم الماضية، واستطاع تحقيق لقب دوري أبطال آسيا مرتين خلال ثلاثة مواسم، فهل دوري أبطال آسيا ضعيف، أم أن السبب يكمن في قوة الفريق الهلالي؟
_ يبدو أن «فضية» العالم، ولقب «وصيف العالم» مزعج كثيراً لبعض «القافزين» على الإعلام الرياضي الذين يثورون غضباً من أي منجز يُسجل باسم الابن البار للكرة السعودية.
_ شنوا هجوماً كبيراً على المعلق الخليجي الذي ذكر معلومة صحيحة، ولم يذكر أي نادٍ باسمه، ولكن يبدو أنهم يشعرون بالألم من واقعهم، وكلما ذُكرت معلومة عامة، توقعوا أنهم المقصودون بها.