قطع فريق الرياض.. النادي الذي يحمل اسم عاصمة مملكتنا الغالية.. الاسم العزيز على قلوب الجميع..صاحب التاريخ العريق..شوطاً كبيراً نحو تحقيق حلم عشاق الفن «الأحمر والأسود» المتمثل في الصعود لدوري روشن للمحترفين-بإذن الله- والعودة مجدداً لمكانه الطبيعي بعد غياب طويل دام أكثر من عقد ونصف من الزمن بسبب تكالب الظروف الفنية والإدارية والمالية في فترة عصيبة عاشها النادي العاصمي بلا هوية, وبالتالي أصبح في دوامة كبيرة عصفت به..كانت كفيلة في هذا الغياب الطويل بعد أن كانت مدرسة الوسطى تصول وتجول في ميدان المنافسة في عقد التسعينيات الميلادية الماضية تصافح الذهب وتعانق المجد بقيادة رجال أوفياء ونجوم كبار بروحهم الوثابة وعطائهم المتقد..صنعوا مسيرة لامعة في تاريخ المدرسة.
فالمتابع لمشوار ومسار فريق الرياض (المتوهج) في دوري يلو الدرجة الأولى, وتحديداً مع انطلاقة الدور الثاني وهو المنعطف الأهم للفرق الباحثة عن الصعود ( لدوري روشن المحترفين) وارتفاع حدة المنافسة على قطف ثمرة التعب وتحقيق حلم التأهل لدور الكبار.. يلاحظ حالة الثبات في المستوى الرائع الذي يقدمه الفريق العاصمي المنتشي مدعوماً بسلسلة الانتصارات المتتالية التي حقق فيها رقماً قياسياً في عدد انتصاراته كأكثر الفرق تحقيقاً للفوز في منافسات الدوري .. بأداء قوي وروح قتالية وإخلاص كبير من اللاعبين الذين أثبتوا أنهم على قدر كبير من المسؤولية المضاعفة والإحساس بقيمة الشعار الذي يرتدونه وهم يدافعون عن ألوان ناديهم العريق الذي كان يشكل في ( الماضي الجميل) وفي عصره الذهبي أحد أركان الكرة السعودية وأمد جميع المنتخبات الوطنية بمختلف المراحل السنية بلاعبين بارعين وأسماء متميزة. وهذا النجاح المنقطع النظير الذي يسير بالفريق نحو أفق أوسع ونجاح أكبر جاء في ظل الدعم الإداري المباشر من الرئيس صاحب الفكر القيادي الاحترافي الأستاذ ( بندر المّقيل) الذي استلم دفة النادي من عام 2019م وعمل ليلاً ونهاراً على ترتيب أوراق المدرسة ونجح في إعادة فتح فصول الإبداع والإمتاع لمدرسة الأوسطى في دوري يلو بعد أن بادر في سرعة التعاقد مع المدرب الكرواتي الداهية (دامير بوريتش) بعد تعثر الفريق في أول ثلاث جولات في مسابقة الدوري, والاستغناء عن المدرب السابق الصربي ( ديجان أرسوف) بسبب سوء النتائج في هذه الجولات. فأظهر-الكرواتي - إمكانياته البارعة وقدراته الفنية في صناعة فريق متجانس يعشق التحدي بلغة روح الانتصارات المتتالية والمستويات المتميزة في ساحة المنافسات ليصل قطار الرياض السريع للمرتبة الثالثة في سلم الترتيب بكل جدارة واقتدار. وتتويجاً للمستويات العالية والنتائج القوية الإيجابية للفريق العاصمي بقيادة هذا المدرب الداهية .. فاز بجائزة مدرب الشهر للمرة الثانية على التوالي.. تأكيداً على ما يتمتع به المدرب (يورتيش) من قوة الشخصية والقراءة الفنية الجيدة . فضلاً عن الاهتمام بالتحضير النفسي للاعبين وتحفيزهم.
*المعطيات والدلالات تشير إلى أن الرياض الحصان الأسود في مسابقة دوري يلو بات من أقوى المرشحين للعودة إلى مكانه الطبيعي في دوري المحترفين وخطف إحدى بطاقات التأهل الأربع.. (شريطة) الاستمرار بهذه الروح العالية والثبات على الأداء المتميز خصوصاً وأن معظم مواجهات الفرق المنافسة ستكون على ملعبه وبين جماهيره ومحبيه وهذا بالطبع ما يزيد حماس اللاعبين ورغبتهم القوية في مواصلة حصد النقاط وبالتالي تحقيق حلم كبير ظل يراود عشاق المدرسة سنوات طويلة بالعودة مجدداً إلى المكان الطبيعي في دوري روشن المحترفين ومصالحة عشاق الفن الأحمر والأسود.
** **
سلطان الدوس - أمين عام نادي الرياض سابقاً