خالد بن حمد المالك
أظهر الاحتفال الرسمي والشعبي في 22-2-2023م المصادف ليوم التأسيس عن التلاحم بين القيادة والشعب، وصلابة موقف المواطنين في الذَّب والدفاع عن الوطن الحبيب، وتجلى في هذه المناسبة التاريخية الخالدة قوة انتماء المواطن لوطنه، وتأكيده في الدفاع عن الوطن بالمهج والأرواح، مستذكراً مسيرة ثلاثة قرون في بناء هذه الدولة، وعودة إلى الكفاح الذي ميَّز قادتها من محمد إلى تركي إلى عبدالعزيز ثم سلمان، مروراً بكل القادة والأئمة الكبار الذين كان لهم حضور في مشهد إقامة المملكة العربية السعودية بدءاً من عاصمتها الأولى الدرعية فالعاصمة الرياض الآن.
* *
يتزامن هذا الاحتفال بيوم التأسيس الذي صدر به أمر ملكي كريم ليكون احتفالاً سنوياً على كل المستويات، بحدثين مهمين أعلن عنهما ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان خلال الأيام الماضية، الأول إنشاء أكبر مطار بالشرق الأوسط في الرياض ويُطلَق عليه مطار الملك سلمان، والثاني إنشاء (الداون تاون) أو المربع الجديد، ليكون أكبر (داون تاون) حديث في العالم، مع تفاصيل ومعلومات عن الحدثين، بما سيجعل من الرياض درةً بين عواصم العالم، ومدينةً جاذبة مع انتهاء المشاريع الأخرى: الدرعية، حديقة الملك سلمان، القدية، طريق الأمير محمد بن سلمان، المترو وغيرها كثير.
* *
إذاً، فالاحتفال ليس مظهرياً، ولكنه مقرون بإنجازات كبيرة، أي أن المناسبة تصاحبها هدايا من الوزن الذي سيجعل من المملكة واحدةً من أكثر دول العالم سرعة في التطور، وتحسينَ الخدمات، وتوليد المزيد من فرص العمل، وتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة أي تحديات قد تواجهها المملكة من الخارج، حيث يتم التخطيط والعمل لتكون المملكة قوةً عسكرية ضاربة من أجل السلام، واقتصادًا قويًا، وتحسينَ جودة الحياة، والقضاء على الفساد، وتطوير مستوى الخدمات، والارتقاء بمستوى التعليم، وإتاحة الفرصة للشباب للعمل، وتمكين المرأة لتكون جزءًا من هذا العمل الطموح.
* *
وتأتي ذكرى يوم التأسيس، وكأنَّنا على موعد لنذكّر أيضاً بما هو خارج الرياض من مشروعات يتم العمل فيها، حيث جُزر البحر الأحمر، ونيوم، وجدة التاريخية، وذا لاين، والعلا وغيرها كثير، وهو ما يعني أن قطار التنمية والتحديث يسير بسرعة، وأن العمل يجري دون توقف، وأن ما يحدث الآن إنما يؤكد على أن هذه البلاد تعمل بإتقان وجودة، وحسن تصرف، في كل المجالات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، وهو ما جعلها محط الأنظار، والاحترام، ومقصد رغبة دول العالم للتعاون، والتنسيق معها في شراكات واتفاقيات لصالحها وصالح من يتعاون معها.
* *
الذكرى تعني فيما تعنيه أن المملكة ضمن قاموسها الوفاء، وأنها لا ننسى قادتها، ومَن كانوا وراء إقامة هذه الدولة، وأننا إذ نتتبع خطواتهم في هذا الإنجاز الكبير، إنما نستذكر بها الأمجاد والبطولات والتضحيات ليتوارثها جيلٌ بعد جيل، ويكونوا على علم ويقين بما ترتب عليها، وما أفرزته، وما تحقق حتى الآن، بل وما نحن موعودون فيه في المستقبل، فنحن جميعاً ورثة هؤلاء الأبطال، ومسؤوليتنا أن نحافظ على الإرث، ونضيف إليه، ونزيد عليه، ضمن الثوابت التي تمسَّك بها الآباء والأجداد حتى رأينا وشاهدنا واستمتعنا بما نراه اليوم.
* *
انتظروا إلى أن نحتفل بالذكرى العام القادم، وسترون المزيد من هدايا الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان، هدايا ترفع الرأس، وتعزز مكانة المملكة، وتُظهر حجم الإصرار على أن تكون المملكة دائماً في الصف الأول بين أفضل دول العالم، في الصف الأول حين نلقي نظرة على ما عندنا، وعلى ما هو عند غيرنا. دمتم، ومع كل ذكرى التأسيس أنتم بخير.