شروق سعد العبدان
يعيش المرء في دُنياء مليئة بالعطايا والشبع
يشيح بناظريه في كل شيء حوله يجده يفيض
بالاكتفاء..
السماء كثيرة، والأرض عظيمة، والماء وفير، والقمر مليء والشمسُ مُنيرة والبشر يفيضون ضحكاً وتعاطفاً وانشغالا.
فأعيد الرجوع إلى داخلي الفارغ من كل ماكان حولي
فيرتد نظريّ عليّ خاسئاً وهو حسير..
فإذا بقلالكَ تغدقُ عليّ من حيثُ لا أحتسب
وكأنك ملأتها عوضاً وإحسانا.
وكأن كل ماهو حولي فارغ عندما مُلئت.
كانت كتاباتي في مهب الريح قبلك.. حتى ارتضيتك.
ثم عرفتك فكتبتك..
تقاس المسافات بيننا أياماً وساعاتٍ ووهن.
أحسبُ الوقت عسيرا بيننا مثلما يحسبه أهل اليمن.
كل شيء كان معك كشعور الأول مرة..
طعم القهوة لذيذ الشتاء دفء صيف وهطول مطر.
وكل شيء لأول مرة لايُنسى..
لقد جعلتني أفخر بأقل انتصاراتي .كنت جمهوري الذي صفق لي وقوفاً، كنت أركض بذاتي في الطرقات عطشا حتى ارتويتك.
أحببتُ معك اخفاقاتي المتتالية في سبيل أن أكون ما أنا عليه الان ..
نحنُ ناجحون في صمت حتى يأتي من يثير أصواتنا
جيدون في حيرة حتى نلتقي من يحتفل بنا .
نحنُ الاشياء الجميلة التي لاتعرف عنها الدنيا شيئاً حتى اعترفنا بنا ..
قلالك التي اشبعتني عطاءً وعفواً واعتزالا
وروت داخل داخلي التفاتاً وإدراكا ..
لن انسى كيف كان من كل شي أول مرة .
دائماً انظروا لكل شيء كان عتبة ضعوا قدمكم عليها حتى تصعدوا، وبعدد ما كان الوجع سيكون الصعود ..هذا وإن استخدمنا ما يؤلمنا بالشكل الصحيح مع الأشخاص الصحيحين
دون جانب الشعور القديم بذاك الوجع.
ودون اللوم المبالغ فيه ودون الهلع.
نحنُ كما نضع أنفسنا لا كما يريد الزمن.
فاستغنوا دائماً بما أنتم فيه واشبعوا وتشبعوا من الذين يغدقون عليكم قلالاً من العطاء والاكتفاء
دون منّ وتباطؤ وثمن.