د. إبراهيم الشمسان أبو أوس
ابن وُوْ وُوْ وُوْ:
قال الجاحظ «وزعم الهيثم بن عدي قال: كان رجل يسمّى كلبا، وكان له بنيّ يلعب في الطريق، فقال له رجل: ابن من؟ فقال: ابن وو وو وو»(1).
حماميز الله:
قال الأبشيهي «وكان لرجل من الأعراب ولد اسمه حمزة، فبينما هو يوما يمشي مع أبيه إذا برجل يصيح بشاب يا عبد الله، فلم يجبه ذلك الشاب، فقال: ألا تسمع؟ فقال: يا عم كلنا عبيد الله، فأي عبد تعني، فالتفت أبو حمزة إليه وقال: يا حمزة ألا تنظر إلى بلاغة هذا الشاب؟ فلما كان من الغد إذا برجل ينادي شابا يا حمزة، فقال حمزة بن الأعرابي كلنا حماميز الله، فأي حمزة تعني، فقال له أبوه ليس يعنيك يا من أخمد الله به ذكر أبيه»(2).
ابن هذا:
قال الجواليقي «يقال إن أوس بن حجر انطلق مسافرا حتى إذا كان في أرض بني أسد والناس بادون في ربيع بين شرج لعبس وبين ناظرة ليلا حيث البيوت جالت به ناقته فصرعته ظلاما فاندقت فخذه وسرحت الناقة فبات في مكانه فلما أصبح غدت جوارٍ من بني أسد يجتنبن الخطمي والكمأة ومن جنى الأرض وإذا ناقته تجول حوالي زمامها فلما رأينه رعن منه فأجلين غير حليمة ابنة فضالة بن كلدة وكانت أصغرهن فقال من أنت قالت ابنة فضالة قال اذهبي إلى أبيك وأعطاها حجرا فقولي له يقول لك ابن هذا ائتني فأتته فبلغته فقال لقد أتيت أباك بمدح طويل أو بهجاء طويل»(3).
أنف الناقة:
قال ابن عبدربه «وكان بنو حنظلة بن قريع بن عوف بن كعب يقال لهم بنو أنف الناقة يسبّون بهذا الاسم في الجاهلية، وسبب ذلك أن أباهم نحر جزورا وقسم اللحم، فجاء حنظلة وقد فرغ اللحم وبقي الرأس، وكان صبيا، فجعل يجرّه، فقيل له: ما هذا؟ فقال: أنف الناقة. فلقّب به، وكانوا يغضبون منه حتى قال فيهم الحطيئة:
سيري أمام فإنّ الأكثرين حصى … والأكرمين إذا ما ينسبون أبا
قوم هم الأنف والأذناب غيرهم … ومن يسوّي بأنف الناقة الذنبا
فعاد هذا الاسم فخرا لهم وشرفا فيهم» (4).
نفطويه:
قال ياقوت الحموي «وكان بين نفطويه وابن دريد مماظّة، فقال فيه لما صنف «كتاب الجمهرة».
ابن دريد بقره … وفيه لؤم وشره
قد ادّعى بجهله … جمع كتاب الجمهره
وهو كتاب العي … ن إلّا أنه قد غيره
فبلغ ذلك ابن دريد فقال يجيبه:
لو أنزل الوحي على نفطويه … لكان ذاك الوحي سخطا عليه
وشاعر يدعى بنصف اسمه … مستأهل للصفع في أخدعيه
أحرقه الله بنصف اسمه … وصيّر الباقي صراخا عليه(5)
كشاجم:
قال الحصري القيرواني «وأبو الفتح كشاجم هذا اسمه محمود بن الحسن بن السندي... وكان كامل آلات الظرف، جامعاً لخلال الأدب واللطف، وله تآليف ملاح، تدل على معرفته وتوسعه، وقد ذكروا أنه سمى نفسه كشاجم لما يعلمه؛ فالكاف من كاتب، والشين من شاعر، والألف من أديب، والجيم من منجم، والميم من مغن»(6).
**-**-**-**-**-**-**-**-**-**-**
(1) الجاحظ، الحيوان، 2/ 340.
(2) الأبشيهي، تحقيق محمد خير طعمة الحلبي، دار المعرفة، المستطرف في كل فن مستظرف، ص360.
(3) الجواليقي، شرح أدب الكاتب، ص239.
(4) ابن عبدربه، العقد الفريد، 6/ 177.
(5) ياقوت الحموي، إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، 1/ 118.
(6) الحصري القيرواني، تحقيق البجاوي، دار الجيل، جمع الجواهر في الملح والنوادر، ص132.