عندما تتجول بين أرفف الكتب في أي مكتبة سيلفت نظرك كتب من مثل:
تعلم كيف تكتب رواية أو قصة قصيرة؟
أو كيف تكتب مقالاً أو 100 نصيحة للكاتب المبتدىء ..الخ.
هذه الكتب هدفها تجاري وليس تعليميا ولاتفيد الكاتب الشاب.
ستخدع الراغب في الكتابة لكونها تزعم بأنها ستجعله يمتلك ناصية الكتابة في زمن قياسي.
وبمجرد أن يقف الكاتب الشاب أمام أحد هذه الكتب ستنفرج أساريره ويقول في قرارة نفسه:
وجدت الكتاب الذي سيوصلني إلى مصاف كبار الكتّاب ودون عناء أو تعب.
ستأخذ هذه الكتب بتلابيبه وستبهره بغلافها الجذاب وطباعتها الأنيقة وعناوينها المثيرة لكي يقتني أحدها.
بيد أنها لن تجعل منك كاتبا من الصف الأول.في أحسن الأحوال ستصبح كاتبا من الصف الثاني.
وستزيد عدد الكتب في مكتبك بكتاب جديد.
إذا أردت أن تتعلم الكتابة وتغدو كاتبا بارعا ممتلكا لأدوات صنعتك فدونك الكتّاب أنفسهم ومؤلفاتهم.
لماذا أقرأ كتابا من ثلاثمائة صفحة وأهدر ساعات من وقتي في كتاب كله تجميع اقتباسات ومقولات لكتّاب ونصائح عامة في الكتابة ولايفيدني بشيء عندما تلامس أصابعي الكيبورد للبدء في صياغة مقال.
اتجه مباشرة للكاتب نفسه.
اقرأ إنتاجه.
لماذا تسلك طريقا خاطئا ودونك الطريق الصحيح.
سل نفسك لماذا نجح هذا الكاتب؟
ولماذا كتبه ومؤلفاته تجد رواجًا وتهافتا من القراء؟
لماذا نجح الجاحظ وابن المقفع وطه حسين وإحسان عبدالقدوس وميخائيل نعيمة وغازي القصيبي في الكتابة؟
ولماذا فشل غيرهم؟
لماذا نرى كتاب البخلاء للجاحظ منتصبًا على أرفف المكتبات ولايزال إلى اليوم يُباع ويُقتنى ويُقرأ رغم أن مؤلفه وُوري الثرى في إحدى مقابر البصرة منذ أكثر من عشرة قرون وكأن الناس وهي تقرأ البخلاء تقرأ كتابا جديدا لكاتب معاصر موجود بيننا.
مات عشرات من الكتّاب العرب البارعين في الكتابة من عصور وأزمنة مختلفة وبقيت كتبهم تقرأ حتى يومنا هذا في الرياض وصنعاء وبغداد ودمشق والقاهرة والخرطوم.
ثمة أسرار وطرائق وتقنيات ستكتشفها وستتعلمها عندما تقرأ لهم
والأهم ستعرف سر نجاحهم لكي تنجح كما نجحوا وليس لكي تكون نسخة أخرى من أحدهم.
** **
- عبدالله المسيان