يا حِكمَةً مِنْ دَوَاةِ الغَيبِ مُقتَبَسَه
وَ صَولَةً في سِوارِ الحِلْمِ مُحْتَبَسَه
وَ دَولَةً للحُروفِ الخُضْرِ مَأرِزُها
مُؤَثَّلٌ وَ رُؤَاهاغَيرُ مُخْتَلَسَه
وَ جَولَةً في رِحابٍ طالما ضَبَحَتْ
خُيُولُها مُقْبِلاتٍ غَيرَ مُحْتَرِسَه
صَوبَ العُيُونِ الأُلَى رَاقَبْنَ عَنْ كَثَبٍ
نُبُوءَةً خارِجَ الإِدْراكِ مُلْتَمَسَه
يا غَايَةً كُلَّما أفضَى إلى غَدِهَا
مُتَيَّمٌ سَاوَرَتْ في كَرَّةٍ غَلَسَه
مُنْسَابَةً مِنْ خَيَالٍ!لا تَمُدُّ يَداً
لِلْحُبِّ إلاَّ تَوَخَّى طَيْفُها قَبَسَه
وَ لاَ تُضِيءُ لِسَارٍ دُونَ قَافِيَةٍ
نَشْوَى قَدِ اسْتَأسَرَتْ مِنْ لَيلِهَا عَسَسَه
تُحْكَى مَآثِرُهَا الغَرَّاءُ... يَعْقِلُهَا
وَعْيُ الحُقُولِ وَ يُثْرِي صُبْحُهَا نَفَسَه
يا مَوطِني يا ابْتِهالاً فاضَ رَونَقُهُ
عِنِ القَوامِيسِ!... يا أنْشُودَةً سَلِسَه
أنتَ المَرَافِئُ إذْ تَفْتَرُّ عَنْ ثِقَةٍ
بِالبَحْرِ يَصْدُقُها المَكْنُونَ إذْ هَمَسَه
بَلَّغْتَ يا مَوجَةً عَصْمَاء أحْكَمَهَا
صَفْوُالأثِيرِفَذَاعَتْ غَيرَ مُلْتَبِسَه
فأنت مُعْتَقَدُ الأنْواءِ لَوْ نَطَقَتْ
لا فَظَّةً في لَيَالِيها وَلا شَرِسَه
تَجُولُ (نَجْدٌ) عَلَى المَعْنَى كَفَارِسَةٍ
مَحْمُودَةٍ... في ثَنَاءِ الشِّيحِ مُنْغَمِسَه
وَ الجُودُ رُوحٌ مِنَ (الأحْساءِ) قَدْ عَبَرَتْ
جَوَّ الفَنَاءِ فَأعْطَتْ غَيرَ مُبْتَئِسَه
أمَّا (عسير) فَمَا أحْرَى.. وَ قَدْ سَجَدَتْ
عَلَى الغَمَامِ... إذا أزْجَى لَهَا قُدُسَه
(يا دارُ) يا مُنْتَهَى الأشْواطِ يَقْطَعُهَا
سَعْيُ العُبَابِ فَلا يُدْنِي الهَوَى يَبَسَه
عُمْقُ الأسارِيرِ سِحْرٌ وَدَّ مُرْتَهَنٌ
لِلعِشْقِ لَوْ يَجْتَلِي في لَمْحَةٍ خَرَسَه
فَأقْبِلي في مَدَى الإيحاءِ مُلْهِمَةً
تَعْويذَةً مِنْ نَدَى الأَرْجَاءِ مُقْتَبَسَه
لِلّهِ دَرُّكِ!.. عَوَّذْتِ المَدَى زَمَناً
أيا بلادي فَمَا مِنْ مَارِدٍ لَمَسَه
وَ حِينَ أهْرَقْتِ مَاءَ الوَرْدِ مِنْ جَذَلٍ
فاحَ العَبيرُ فَمَا مِنْ حَيِّزٍ حَبَسَه
** **
- فهد أبو حميد