في ليلة بزوغ هلال شعبان أعلن هلال الوطن الظهور من جديد في سماء القارة الآسيوية وتحديداً الدور ربع النهائي من بوابة فريق شباب أهلي دبي الذي يديره فنياً مدربه السابق جارديم, الفوز على أهلي دبي لم يكن سوى خطوة في طريق الألف ميل بالمهمة الآسيوية كيف لا وهو البطل ووصيف بطل العالم الأخير, الهلال عاد يضرب بقوة بفضل الله ثم جودة مكوناته والتي هي نخبة الموجود في دوري روشن كإنتاجية وجدوى حضورية ولا أتحدث عن مجرد أسماء أو تاريخ, وإنما عن حضور بالملعب, وتحقيق إنجازات سواء على المستوى الدولي أو الأجنبي وحتى المحلي, الكل يعمل بنسق ورتم واحد مع هارموني عالٍ.
يعجبني في الهلال سرعته ورشاقته في تطبيق استراتيجيات طي الصفحات؛ بمعنى أنه يجيد قلب الصفحة والبدء من جديد بكتابة تاريخ جديد بتفاصيل وأحداث جديدة (واصل المسير ولا تنظر إلا للأمام فقط) وهذه نعمة عظيمة؛ فالوقوف كثيراً على ما فات سلباً أو إيجاباً لن يفيد بل يعرقل ويؤخر وكرة القدم ديناميكية في أحداثها وتطوراتها تحتاج لمن ينطلق ويساير يمضي للأمام بخطى حثيثة, وفي كرة القدم دائماً تلعب الأمور النفسية دوراً رئيسياً ومحورياً بعمليات الهدم والبناء، وإذا ما أحسنا استخدامها فإنها تزيد من مناعة نظيراتها النفسية والبدنية وأيضاً الذهنية، فسلاح الروح القتالية (الجرينتا) من أقوى أسلحة الدمار الشامل في كرة القدم عموماً.
لقاء أهلي دبي والذي كان اللعب فيه عالمكشوف كان سهلاً على الهلاليين رغم رغبة الأهلي ومدربه تقليص الفارق بسرعة واللحاق بالهلال لكن الخبرة تغلب، والحيل تخور غالباً إن كنت تلاعب بطلاً كالهلال, الهلاليون يعلمون من هو جارديم وكيف يفكر وهو كذلك، لكن لديهم أيقونة التدريب الزرقاء الأرجنتيني القدير رامون دياز الذي يبلي حسناً وعلى عدة جبهات, وهناك كيمياء حيوية ممتعة فائقة الحسن والجمال بينه وبين كل المكونات, أجانب الهلال دائماً على الموعد ويشكلون علامة فارقة رغم أنه يملك نخبة من اللاعبين المحليين ونسبة كبيرة من الدوليين، رغم أنه لم يسجل لاعبين جدداً لكن عناصره الأجنبية تجدد نفسها بنفسها كل فترة تعيد اكتشاف نفسها بما هو باهر ومثمر، خبرة الكبار مع الشباب المحليين مع الأجانب مع المدرب مع الإدارة تشكل هالة من النضج والحضور ودائماً البركة في الكبار والدهن في العتاقي.
الحرب على عدة جبهات أمر مرهق جداً وصعب لكن مع الهلال بفضل الله وقدرته على إدارة الضغوط فهو يملك العدة والعتاد لمواجهة كل ذلك وهذا يعود للعقلية التي يدار بها النادي وجودة مكوناته وحسن النوايا ...
** **
- هيا الغامدي
@Haya_alghamdi