سليمان بن صالح المطرودي
ذكرى يوم التأسيس.. التي تصادف هذا العام الثاني من شهر شعبان 1444هـ (22 فبراير) ذكرى لماض عريق ومستقبل فريد، تلك الذكرى الوطنية المجيدة التي نستذكر فيها ماضيًا عريقًا متجذرًا في عمق التاريخ، وسجلاً حافلاً بالملاحم الوطنية، والكفاح والتشييد والبناء لعمق تاريخي أصيل وإرث حضاري متين، لتأسيس دولة حضارية فريدة، وشعب مترابط فيما بينه، ومتلاحم مع قيادته، معتز بتاريخه ورموزه وبقيمه الوطنية وتراثه الأصيل وهويته، وَفِيًّا لولاة أمره.
ثلاثة قرون مضت، هي تاريخ أمة عظيمة، صنعت واقعًا بأيديها وعزيمتها ووحدتها وصدق انتمائها لا بيد غيرها، غيرت بهذا الواقع الصعب خارطة التاريخ، وكانت حجر زاوية على خارطة الأحداث العالمية، لتجعل من الفرقة والشتات وحدة وطنية صلبة، غنية بالمنجزات السياسية والاقتصادية والصحية والعلمية والثقافية والاجتماعية والعسكرية، وغيرها من المنجزات التنموية، التي أولى قادتنا من عصر التأسيس إلى يومنا هذا اهتمامهم بها، مسيرة بذل وبناء ونمو وعطاء، مما جعلنا نعيش اليوم في نسيج اجتماعي فاعل، تكيف مع متغيرات الزمن وتحدياته، ليحافظ على هذه المنجزات للوصول إلى نهضة وطنية شاملة، مكنت بلادنا المملكة العربية السعودية، من التربع على أعالي القمم العالمية على مختلف الأصعدة، ويكونون في صدر التاريخ ومقدمة العالم لا على هامشه، في مكانته هم اختاروها، تليق بهم وبعظمتهم.
ذكرى يوم التأسيس، يوم تبتهج فيه القلوب لحاضر متميز ومستقل مشرق، نسج حكايته من قواعد صلبة ومتينة، أسس قواعدها الأجداد الذين ناضلوا من أجل الأبناء والأحفاد، للعيش بعزة وكرامة وفخر وحب لهذا الكيان الشامخ.
في ذكرى يوم التأسيس، نستذكر حجر الأساس لطريق مليء بالفخر والمجد والعز والإنجازات التي نعيشها كل يوم من يوم التأسيس إلى هذا العهد الزاهر الذي نفاخر به، ونرى فيه إنجازات أقرب ما تكون معجزات، لكنها بهمم قيادة رشيدة، وسواعد وطنية وفية، نراها على أرض الواقع، واسأل إن شئت عن بطولات رجال الوطن وشبابه وبناته وإنجازاتهم المتميزة والفريدة، وعن مشاريع الوطن الإنمائية والاقتصادية والبيئة والطبية والفضائية العملاقة، المحلية منها والدولية، في حراك وتنوع وتميز وانفتاح على العالم.
اليوم ونحن نعيش ذكرى تأسيس الوطن، نعيش أحداثًا على أرض الوقع، تؤكد رصانة المسيرة التي نسير عليها؛ حيث نعيش في الطب أحداث نجاح عملية فصل التوأم (سلمان وعبدالله) وفي الفضاء وضمن مبادرات الهيئة السعودية، نعيش فرحة إرسال ثان رائد فضاء سعودي، وأول رائدة فضاء سعودية، إلى محطة الفضاء الدولية في مهمة تهدف إلى بناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة لأجل البشرية، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالميًّا، والإسهام في الأبحاث العلمية التي تصب في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولوية مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء، وفي ميدان جودة الحياة ودعم الناتج المحلي غير النفطي، نعيش خبر إطلاق سمو ولي العهد -حفظه الله- مشروع المربع الجديد في الرياض، كأكبر «داون تاون» حديث في العالم، وغير ذلك من المشاريع الصناعية والعلمية والاستثمارية العملاقة التي تعيشها مملكتنا في كافة أرجائها.
وعلى المستوى الدولي نعيش حكاية جسر جوي وبري أخوي إنساني إغاثي، انطلق من مملكة الإنسانية ليصل إلى المنكوبين من زلزال تركيا وسوريا، ساندت هذا الجسر فرق متكاملة من رجال البحث والإنقاذ والإسعاف والمتطوعين، استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وشعب المملكة الوفي للتخفيف من معاناة المحتاجين هناك، ليؤكد إنسانية المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، ودورها البارز والمؤثر في كافة المجالات، ووجودها في كل المواقف والمحافل الإقليمية والدولية.
عراقة الدولة السعودية، جعلها أيقونة شامخة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.
حفظ الله مملكتنا الحبيبة وحفظ عليها أمنها واستقرارها، وأدام عليها العز والنماء والعلم والمعرفة، وأدام وحدتها وتناغمها الاجتماعي والثقافي الأصيل والمترابط، لتكون دفئًا لكل مواطن وكل من قصدها، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله ووفقهما لكل خير- ليسود الأمن والاستقرار والعدل والرخاء والتطور والنهضة في المملكة العربية السعودية.