د.شامان حامد

الوطن منظومة تشكَّلت من أرض وقادة وذكريات وشعب وقيم ومبادئ، وذكرى تبرز هوية سعودية في ملحمة كُبرى إنجازاتها تحققت عبر قرون ثلاث، بُذلت فيها "النفس والنفيس في سبيل راحة هذه البلاد وحمايتها"، تلك الجملة التي رنت بأصداحها تاريخ صنعه السعودي الأول الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود -طيَّب الله ثراه-، وشهد تأسيسه قيام الدولة السعودية الأولى، على يد الإمام محمد بن سعود مُنتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م، في غرس زُين بقرار ملكي وعز جديد، للأمر السامي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مُحتفين بيوم التأسيس في الثاني والعشرين من شهر فبراير كل عام نتشح فيه بالثوب الأخضر، في إجازة رسمية، يَسْتلهم منها العزمَ والإصرار والوحدة ضد التحديات وضرورة اجتياز العقبات، بحب الوطن والولاء له والاستعداد لحمايته.

لقد انتقلت الدرعية في عهد الإمام محمد بن سعود من المدينة الدولة إلى عاصمة الدولة العُظمى ليُكمل من بعده مشروع الوحدة والبناء أبناؤه وأحفاده، واضعين ركائز ثابتة، هيأت قيام الدولة السعودية الثانية، والملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-؛ وصولاً بابنه ملك الحزم والعزم الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في فرائد عُقد يسجل بجواهره التاريخ منظومة متكاملة لوطن امتد عبقه التاريخي ثلاثة قرون مديدة بالرخاء، حافلاً بالعز والبناء وقد روت وستروي لنا أشعارنا العربية وقصائدها وقصصها شخصياتهم وإنجازاتهم وقيمهم، وما زلنا نستلهم معانيَ النخوة والعزة والنبل في دولتنا الرشيدة عبر مساندتها العالم أجمع لاسيما الأحداث الأخيرة في تركيا وسوريا من زلازل مُدمرة، ومن قبل لبنان في حريق مرفأها، واليمن والقضية الفلسطينية، وغير ذلك من مواقف شُيد لها منزلة عالمية بأحداث كوفيد 19 في أحلك مصائر الإنسانية لتقود بعزتها ومكانتها ريادة العالم وتجمع قمم الكبار بأرضها الطاهرة في حفاوة شعب لضيوفهم، وليحكيها التاريخ مجدًا وعزًّا، برؤية حالمة لامست كل حياتنا ومجالاتها حتى شعر المواطنون السعوديون ومن على تلك الأرض وخارجها بنجاحها عبر مشاريع ضخمة تُضاهي الدول المتقدمة، حتى صارت مركزاً عالمياً وإقليماً بنهضتها وبما يملك السعوديون من علم وانتماء وعمل دؤوب، كما فعل آباؤهم وأجدادهم، حتى يقدموا إبداعاتهم التي شرفت المحافل والمؤشرات الدولية، ويستشرفوا به المستقبل المشرق، فنرجو من الله أن تدوم علينا وعلى ذرياتنا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.