إبراهيم بن سعد الماجد
اللبنة الأولى التي وضعها مؤسس هذا الكيان العظيم، الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - قبل أكثر من 300 عام، كانت لبنة خير لكل عربي ومسلم. خير متعدٍ أعز الله به الإسلام والمسلمين، فتعاقب على عرش الحكم طوال هذه القرون الثلاثة رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه. ففي عام 1139 هـ كانت اللبنة الأولى لبيت الحكم السعودي، الذي كانت عاصمته الدرعية.
الملك سلمان بن عبدالعزيز، رجل التاريخ والحكم، استشعر أهمية تذكير الأجيال ببداية نشأت دولتهم فكان أن أصدر - حفظه الله - أمره الكريم الذي نص على تحديد يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، الذي يمثل بدء عهد الإمام محمد بن سعود في منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير من عام 1727م. وأن الاحتفاء به يأتي «اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.
لقد كان تأسيس إمارة الدرعية نقطة مفصلية في إمارات الجزيرة العربية، التي لم تكن ذات أسس راسخة، سواء في الحكم أو في المعتقد، لكن الدولة السعودية الأولى كانت ذات أسس صلبة، ومبادئ راسخة، اعتمدت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستوراً ومنهج حياة، فكان لها العز والتمكين.
يوم التأسيس.. يحمل في طياته أكثر من معنى لكل مواطن سعودي، بل لكل مسلم، فهو يعني الأمن والأمان والإيمان، يعني إقامة شعائر الإسلام في جو من الطمأنينة والسلام، يعني حج بيت الله الحرام وتعظيم شعائر الإسلام دون بدع ولا خرافات.
نتذكر يوم التأسيس فنحمد الله كثيرًا، ونتمسك بمبادئ هذا التأسيس الشريعة الغراء والالتفاف حول قيادتنا الراشدة التي ترعى مقدساته وتقيم شرعه.
واليوم ونحن نعيش نهضة غير مسبوقة، يأتي التأكيد من إمامنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان على أننا باقون وسائرون على نفس ما تأسست عليه هذه الدولة قبل ثلاثة قرون، فلا التطور يأخذنا عن شريعتنا، ولا التحديث يسلخنا من أخلاق ديننا، فلا رضوخ لهيئات أمم، ولا لمنظمات حقوق تريد منا التنازل عن مبادئ شريعتنا الغراء.
اللهم احفظ علينا ديننا وولاة أمرنا، ومدهم بعونك وتوفيقك وتسديدك.