رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
ما أن تزور الدرعية (القديمة) وتسيح في قصورها وأبراجها وعمرانها الشامخ حتى تشعر بتاريخ مجيد ينطق بالفخر والعزة والعظمة.. حكاية كتبت بالصمود والإنجاز.. ورواية دونت مرحلة دولة في قلب الجزيرة العربية عرفت (بالدولة السعودية الأولى).
تلك الدرعية الواقعة على امتداد وادي حنيفة بطبيعته المتعرجة هي العوجا والتي أصبحت نخوة الدولة السعودية وهي النداء الذي يبث الحماس والفخر وعبر عنها أبناء الوطن وبناته في أهازيجهم وأشعارهم تقول : الشاعرة موضي الدهلاوي (العجمية من الرس) زوجة الشيخ قرناس:
سر وملفاك للعوجا مسيرة
ديرة الشيخ بلغه السلام
ويقول الشاعر فهد بن دحيم:
حنا هل العوجا وحنا اللي نرد الضديد
والطايلة يحضى بها من عز طاروقها
في تلك الدرعية العزيزة على قلوبنا ونواة دولتنا كانت هناك حكاية التأسيس في تاريخ (22فبراير 1727م) وذلك عندما أسس الإمام محمد بن سعود كياناً سياسياً يحقق الوحدة والاستقرار والازدهار وأصبحت الدرعية عاصمة له.. والذي عرف بالدولة السعودية الأولى.
شهدت الدرعية في عهده استقراراً داخلياً وحكماً راسخاً وأصبحت مركزاً قوياً.
عرفت فترة الإمام محمد بن سعود بنهاية حالة الاضطراب بالدرعية وبداية عهد الاستقرار والقوة وذلك راجع لحنكة الإمام وبعد نظره وحسن معاملته والوفاء والحزم ومساعدة المحتاجين وحسن علاقته بجيرانه وكريم أخلاقه.
والحمدلله ننعم في أمن وأمان ورغد عيش بعد أن وحد المغفور له الملك عبدالعزيز البلاد باسم (المملكة العربية السعودية) في عام (1351هـ) واستمر التطوير والنماء لهذه الدولة المباركة في عهد الملوك الراحلين (سعود فيصل خالد فهد عبدالله) رحمهم الله.
واليوم وفي عهد الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين (سلمان الحزم والعزم) نفخر بأننا دولة عصرية عالمية ومن كبرى الدول الاقتصادية طموحنا يعانق السماء.. ننعم برؤية ولي العهد الأمير محمد والتي أصبحت رؤية إلهام للآخرين هنيئاً لهذا الشعب بقيادته العظيمة حفظها الله.
ويبقى يوم التأسيس يوماً عزيزاً يحق لنا أن نفخر ونسعد فيه.. ونروي حكايته للأبناء والأحفاد ليعرفوا سيرتنا العطرة وتاريخنا المجيد وقصة الكفاح لتأسيس الوطن الغالي.
** **
- الرس