علي محمد إبراهيم الربدي

هو ذلك اليوم الذي تأسست فيه إمارة الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع بن ربيعة المريدي، ببلدة صغيرة لا يتجاوز سكانها خمسين عائلة يمتهنون الرعي والزراعة والتجارة على ضفاف وادي حنيفة، ذلك الوادي الكبير الذي قامت عليه إمارات وبلدان كثيرة يسكنها أفراد من قبائل يسودها السلام والعلاقات الحسنة، وأحياناً ينشأ بينها الخلاف والحروب بسبب القحط والمجاعة ولكن بفضل الإمام محمد بن سعود الذي أسس إمارة الدرعية واتخذ منها مركز لإمارته ساد السلام.

وتمضي السنون ويتمكن الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله من إعادة أملاك الآباء والأجداد وتوحيد البلاد عندما فتح الرياض بقوة من الرجال لم يتجاوز عددهم أربعين بطلاً ليبدأ الدور الثالث من أيام التأسيس لتتوحد المملكة العربية السعودية تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، بعد جهاد وكفاح من الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن انضوى تحت لوائه الذي أصبح ملكًا على المملكة العربية السعودية بحدودها غرباً البحر الأحمر وشرقاً الخليج العربي والإمارات العربية المتحدة وقطر وشمالاً الكويت والعراق والأردن وجنوباً اليمن وسلطنة عمان.

وبفضل من الله ثم بفضل الملك عبدالعزيز وأبنائه ملوك وحكام هذه البلاد عمَّ الأمن والأمان وصار المواطن يأمن بوائق جاره ويعيش أمنًا في سربه وفي بلاده.

إن يوم التأسيس هو بداية لذلك اليوم الذي تألفت فيه قلوب سكان المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وصارت البهائم ترعى مع الذئاب في أمن وأمان دون وجل أو خوف، ويوم التأسيس هو ذلك اليوم الذي ترعى فيه الدابة لوحدها من خيرات ربنّا دون أن يسرقها سارق والذي غاب ولم يكن له وجود في بلاد الحرمين الشريفين.

وإن يوم التأسيس هو بداية لذلك اليوم الذي تحقق فيه بناء المساجد والجوامع على طراز يسُر الناظرين والمصلين وعمر فيه الحرمين الشريفين ليذهب إليها المواطن والمقيم في أمن وأمان ويحج الحاج ويزور المعتمر البيتين في أول النهار وآخر الليل آمنًا في سربه مطمئناً على أهله وماله وأولاده.

إن يوم التأسيس هو بداية لذلك اليوم الذي وفرت فيه حكومتنا الرشيدة للمواطن والمقيم العلاج وإجراء العمليات بالمجان، وهو بداية لذلك اليوم الذي قضت فيه حكومة المملكة العربية السعودية على الجهل والأمية بين سكان البلاد، إنه يوم التأسيس الذي أصبح فيه المواطن السعودي داعية لنشر الإسلام في جميع أنحاء العالم، وهو بداية لذلك اليوم الذي فُتحت في البلاد الجامعات والمعاهد لتعليم البشرية العلوم الشرعية والإنسانية والعلوم الطبية، إنه اليوم المشهود الذي أنعم به العزيز الحكيم بالرحمة المسداة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود صاحب الفضل والمنّة والنية السليمة والقلب الرحيم الذي اتخذ من سيرة الآباء والأجداد ومن سيرة المصطفى محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام سيرة في تعامله مع الناس ومع الحكام الذين وقفوا في وجهه وأظهره الله عليهم.

إن يوم التأسيس هو بداية لذلك اليوم الذي أصبحت المملكة العربية السعودية مأوي للبشرية ومركز إصلاح للإصلاح بين شعوب ودول العالم بحكمة ملوك وحكام المملكة العربية السعودية بداية بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن كان عضيدًا لأبي فهد من أبنائه وإخوانه وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء والرجال المخلصين الذين عاهدوا الله ورسوله لخدمة الدين والملك والموطن.

إنه بداية لذلك اليوم الذي أنعم الله فيه على سكان المملكة العربية السعودية بفضل جهاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله بنعم كثيرة منها نعمة الكشف عن البترول وتسخيره في خدمة المواطنين ليقرب البعيد ويربط مدن المملكة وقرأها بعضها ببعض ويصل الماء والكهرباء لكل منزل وبكل قرية ومدينة بكل يسر وسهولة حتى الخيام في الفيافي وصلها التيار.

ويوم التأسيس هو بداية لتأسيس المدن الصناعية والمدن الذكية والرياضية، وبداية لإنشاء الفلل والقصور والمتنزهات والحدائق والصالات الترفيهية من أجل سعادة المواطنين والمقيمين.

** **

القصيم - بريدة