سارا القرني
قرأتُ كتاب التأسيس بالموقع الرسمي ليوم التأسيس السعودي، واستمتعتُ بالتفاصيل التي ذُكرتْ فيه عن الوقائع والمعارك التي خاضها الإمام المؤسس محمد بن سعود - رحمه الله، وعن التاريخ الذي سُرد بأسلوب بسيط وشيق وبطريقة فنية رائعة، وهو تحفة فنية تاريخية لا بدّ أن يطّلع عليها الجميع ليعرفوا تاريخ مملكتنا الحبيبة، واليوم الذي ابتدأ فيه كلّ هذا الطموح والتجلّي، وهو بالمناسبة كتابٌ متاح للجميع.
في الكتاب.. لفتتني الصفحات الأولى التي قيل فيها عن يوم التأسيس أنه «مناسبة وطنية للاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، واستذكار تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود منذ أكثر من ثلاثة قرون، وما حققته من الوحدة والأمن والاستقرار، واستمرارها في البناء والتوحيد والتنمية، تأسست فيه الدولة السعودية التي حققت الوحدة والاستقرار، وتوحد فيه الناس وازدهروا، وانتشرت الثقافة والعلوم، وكانت الدرعية العاصمة ومركز الدولة.
عندما نطالع سيرة المؤسس -رحمه الله- نجد العزم الذي توارثه أبناؤه وأحفاده على مرّ التاريخ وإلى يومنا هذا، ونتأكد أن الدولة التي قامت بنيّة الحقّ وإرساء العدالة مستمدةً ذلك من كتاب الله وسنة نبيه.. لا بدّ لها أن تدوم بأمر الله، ونقرأ ذلك بين السطور في الأمر الملكي الصادر في 24-06-1433هـ من الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- حين جاء في طيات الأمر أنّ الدولة السعودية صمدت رغم محاولات القضاء عليها.. حيث لم تكد تنتهي الدولة السعودية الأولى بضع سنوات إلا وقامت من جديد على يد حفيد المؤسس الإمام تركي -رحمه الله- ثمّ استمرّت أكثر من 70 عاماً، ثمّ لم تكد تنتهي بضع سنوات حتى قيّضَ الله للمغفور له الملك الموحّد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لتقوم الدولة السعودية الثالثة.. امتداداً لعزم الأجداد وتمهيداً لهمّة وطموح الأحفاد، حتى عهد سلمان الحزم وولي عهده القائد الملهم.
يوم 22 فبراير.. هو يومٌ سنحتفل فيه أعواماً مديدة، ليس لمجرد الاحتفال، لكن لنذكر أنفسنا أننا كنا يوماً ما رؤيا لدى رجلٍ لم يتوانَ عن تحقيق رؤياه، وأقام من أجل ذلك دولةً لا تنكسر، وشموخاً لا ينثني، وشعباً ينعم بالخير الذي تنعم بهِ هذه الأرض الطيبة المباركة.
وكشاعرةٍ كان ليوم التأسيس وقعٌ في نفسي.. ولم أشأ أن يظلّ الوقعُ حبيسَ صدري، فنظمتهُ شِعراً أعبّرُ فيه عن اعتزازي بهذا اليوم الخالد، وبكلّ الملوك الذين نفتخرُ بهم على مرّ التاريخ، وبملكنا سلمان -حفظه الله- وولي عهد الأمين:
قمنا رجالاً كي نؤسس دولةً
ونُعيد للأمجادِ تاريخًا مضى
يومٌ من التاريخِ كانَ بدايةً
للعزّ.. لكنْ ما نراهُ قد انقضى
لا زالَ يُذكرُ مثلَ بارقِ كوكبٍ
عن كلّ معجزةٍ بدا وتمخّضا
لا زال في التاريخِ يُذكرُ يومُنا
فيهِ المؤسّسُ ذِكرهُ ملأ الفضا
ملأ الديارَ بمجدهِ وبحُكمهِ
أحفادُه سكبوا لنا كأسَ الرضى
سلمانُ يا ملكَ البلادِ وعزّها
يا ضيغماً بالحقّ دوماً نابضاً
يا آيةً بين الملوكِ.. وإننا
شعبٌ لحبّك بالقصيدِ تهيّضا
ووليّ عهدكَ رحمةٌ من ربّنا
فرَد الجناحَ من الوئامِ وأخفضا
إن طارَ.. طارَ إلى الأعالي رفعةً
حتى يسيرَ لما يحبّ وما ارتضى
يومُ المؤسسِ ليسَ يوماً عابراً
فبهِ لنا مجدٌ يظلّ الراكضا
مجدٌ.. إذا أمعَنْتَ فيهِ وجدتَهُ
عودٌ يُعانقُ عطرَهُ جمرَ الغضى