العقيد م. محمد بن فراج الشهري
في جذور التاريخ، ومنذ ثلاثة قرون، كُتبت الحكاية وتفشت أمجاد الأبطال، رسمنا ملامح عزنا وفخرنا لنعيشها واقعاً طوال حياتنا، يوم بدينا ونحن نحتضن المعارف، وإلى اليوم نتمسك بثقافتنا ونفخر بها، الوطن منذ الأزل لم يكن حدوداً مرسومة وبحوراً ممدودة، ولا جبالاً ولا بنياناً وليست القرى والمدن، بل هي الأرض التي بذلنا لها النفيس والطيب، إنها ذكرى تاريخية عظيمة تأتي كل عام لنعبّر فيها عن مدى الفخر بوطننا ونعبّر فيها عن مدى الامتنان بأن ولدنا به، دمت لنا وطنًا عظيمًا ودمنا لك أبناءك المخلصين.
وتُبرز ذكرى التأسيس مدى اهتمام وحرص وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - على إبراز العمق التاريخي لهذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - مؤسس الدولة السعودية الأولى، حيث كانت الانطلاقة من الدرعية العاصمة الأولى للدولة وحقق الوحدة بعد الفرقة، وأسس دولة قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم».
حيث اتفق جمهور المؤرِّخين على تقسيم تاريخ المملكة العربية السعودية إلى ثلاث فترات اصطلحوا على تسمية الفترة الأولى، ألا وهي التكوين والتأسيس باسم الدولة السعودية الأولى بتأسيس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139هـ/ 1727م وعاصمتها الدرعية، واستمرت حتى عام 1233هـ/ 1818م، والفترة الثانية التي بدأت بظهورها على مسرح الأحداث السياسية باسم الدولة السعودية الثانية وهي امتداد للدولة السعودية الأولى وبعد انتهائها بسبع سنوات تمكَّن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240هـ/ 1824م، من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ/ 1891م، أما الفترة الثالثة فعرفت بالدولة السعودية الثالثة حتى إذا ما اكتمل كيانها السياسي فعُرفت بالدولة السعودية الثالثة، وذلك حتى سنة 1352هـ - 1932م عُرفت باسم المملكة العربية السعودية.
وتحتفل المملكة سنوياً بيوم التأسيس للدولة السعودية، حيث هو مناسبة وطنية للاحتفاء بذكرى تاريخ تأسيس الدولة السعودية التي أسسها الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون؛ حيث أسس كياناً سياسياً يحقق الوحدة والاستقرار والازدهار، وفي هذا اليوم أصبحت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى فيوم التأسيس يعد يوم التأسيس استذكاراً لامتداد الدولة السعودية من ثلاثة قرون، وإبرازاً للعمق التاريخي والحضاري لها، واحتفاءً بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين، وجاء هذا اليوم خصيصاً لتذكر تولى الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية في النصف الثاني من عام 1139هـ، وتم تحديد يوم 22 فبراير 1727م ليكون تاريخاً لتأسيس الدولة السعودية الأولى ليتم الاحتفال به في نفس التاريخ من كل عام، حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمراً ملكياً بأن يكون يوم 22 من فبراير من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم يوم التأسيس، ويصبح إجازة رسمية في هذا اليوم، بناءً على ما استنتجه المؤرِّخون وفقاً لمعطيات تاريخية حدثت بالفعل خلال تلك الفترة وشهدت تولي الإمام محمد بن سعود الحكم في الدرعية والعديد من الإنجازات في عهده، حيث يهدف يوم التأسيس إلى الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية والاعتزاز بالارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم والاعتزاز بما أرسته الدولة السعودية من الوحدة والاستقرار والأمن والاعتزاز بصمود الدولة السعودية الأولى والدفاع عنها أمام الأعداء والاعتزاز باستمرار الدولة السعودية واستعادتها لقوة جذورها وقادتها والاعتزاز بالوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية التي أرساها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود والاعتزاز بإنجازات الملوك أبناء الملك عبدالعزيز في تعزيز البناء والوحدة لقيام السعودية العظمى.