يشهد يوم الأربعاء الثاني من شعبان لعام 1444هـ الموافق الثاني والعشرين من فبراير لعام 2023م؛ الاحتفاء الثاني بيوم التأسيس السعودي.
وقد صدر أمر ملكي من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله، برقم أ/ 371 وتاريخ 24/ 6/ 1443هـ الموافق 27 يناير 2022م.
جاء في نصه ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
«أمر ملكي»
بعون الله تعالى نحن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/ 90) بتاريخ 27/ 8/ 1412هـ، واعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ/ 1727م، للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ/ 1818م، وعاصمتها الدرعية، ودستورها القرآن الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها حتى تمكن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود عام 1240هـ/ 1824م من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ/ 1891م؛ بعد انتهائها بعشر سنوات، قيض الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود عام1319هـ / 1902م، ليؤسس الدولة السعودية الثالثة، ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها، وبما أن منتصف عام 1139هـ/ 1727م هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى، أمرنا بما هو آت:
أولاً: يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية.
ثانياً: يبلغ أمرنا هذا للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه.
سلمان بن عبد العزيز آل سعود»
واحتفاءً بهذا تم إطلاق هوية بصرية مميزة ليوم التأسيس حملت شعار «يوم بدينا»، وهذا المعنى يحمل معاني جوهرية وتاريخيةً متنوعةً ومرتبطةً بأمجاد وبطولات وعراقة الدولة السعودية؛ إذْ يظهر في منتصف الشعار أيقونة «رجل يحمل راية» في إشارةً إلى البطولات والتضحيات التي سطرها أبناء وبنات هذا الوطن السعودي الشامخ، والتفافه حول الراية التي حماها، ورفعها ودافع عنها بالغالي والنفيس، وتحيط بأيقونة الهوية أربعة رموز هي:
التمر الذي يدل على النماء والحياة والكرم.
والمجلس الذي يعبِّر عن الوحدة والتناغم الثقافي المجتمعي والخيل العربي، في إشارة إلى عنصر الفروسية والبطولة لأمراء وأبطال هذه الدولة العظيمة
والسوق في إشارة إلى الحراك الاقتصادي والتنوع والانفتاح على العالم.
وقد كُتبت عبارة «يوم التأسيس - 1727م» بخط مستلهم من مخطوطات عديدة وثَّقت قيام الدولة السعودية الأولى، لتكون الرسالة الشاملة للشعار مرتبطةً بالقيم التي تمثلها الثقافة السعودية الأصيلة، وموصلةً لمعاني الفخر والاعتزاز والترابط بالقيم والمبادئ التي أوجدتها هذه الدولة، ومرتبطة بالكرم العربي، والمعرفة، والعلوم.
وأتت هذه الهوية البصرية لتعزز القيم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية المميزة، ومرسخَة للاعتزاز بالإرث الثقافي والاجتماعي لهذه الدولة ومجتمعها.
ختاماً، يعد يوم التأسيس بمثابة إلهام للأجيال الناشئة وتذكير بأهمية التعرف على مجد الآباء والأجداد الذين أسسوا لقيام هذا الكيان الوحدوي الضارب بجذوره في أعماق التاريخ، واستلهاماً لماضٍ عريق عبر مراحلة المختلفة.
وما نشهده في عصرنا الحاضر من تطور وازدهار ورخاء تنعم به هذه الأجيال لم يكن إلا ثمرة من ثمار قيام هذه الوحدة الوطنية وتأسيس الدولة السعودية بمراحلها الثلاث.
وهذا اليوم ولا شك يوم جدير بالتقدير والفخر والاعتزاز للشعب السعودي. وبهذه المناسبة الغالية على قلوب السعوديين أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي الملك سلمان، وولي عهده الأمين محمد بن سلمان، بهذا اليوم المميز لدولتنا حفظها الله، وحفظ أهلها وإلى أبناء بلدي الحبيب صغاراً وكباراً.
** **
- نوال بنت إبراهيم القحطاني