بلادي هواها في لساني وفي دمي، يمجّدها قلبي ويدعو لها فمي، ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ ولا في حليفِ الحبّ إن لم يتيّم..
سيَظلُّ حب الوطن من أسمى المعاني والقيم، والذي من أجله يُضحي الإنسان بكل غالٍ ونفيس، فلا مكان أجملُ وأبهى من المكان الذي ولد فيه، وترعرع في مَراتِع صباه، وتفيأَ ظلالَه وارتوى من فراتِ مائِهِ.
فما بالكم بوطن عظيم اختصه الله سبحانه وتعالى دون أوطان الدنيا جميعاً بأن يكون مهبط الوحي وقبلة الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين، تجبى إليه الخيرات والمسرات في كل وقت ومن كل مكان، كما اختصه عز وجل بقيادة حكيمة وبشعب أصيل له مجد أثيل ضارب في أعماق التاريخ، تبزغ شموس الدول وتقفل وهو مستمر في أداء رسالته.
واليوم في يوم التأسيس، بداية طلوع الفجر بعد ليل بهيم، وشروق شمس الدولة السعودية الأولى بتأسيسها في 22 فبراير من عام 1727م، الموافق عام 1139ه، واستمرت حتى عام 1818م.
وها نحن نعيش هذه الأيام ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى التي رأت النور قبل ثلاثة قرون، بعد أن تجدد الأمل وكبر الحلم مع صدور الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، بأن يكون يوم 22 فبراير يوماً للتأسيس، يرمز إلى العمق التاريخي والامتداد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وفاءً لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين.واحتفاءً بالإرث الثقافي المتنوع لمناطق المملكة.
لقد نجحت الدولة السعودية الأولى في تكوين مجتمع مترابط طيلة فترة سيادتها، وامتد نفوذها على معظم شبه الجزيرة العربية، وشجع حكامها العلم والعلماء، وعملوا جاهدين على إحياء العلوم الشرعية.
وتواصل البناء وتوثقت عرى الوحدة مع قيام الدولة السعودية الثانية (1824- 1891)م، ثم ازدادت ألقاً وتقدماً وقوة مع الدولة السعودية الثالثة (ابتداءً من 1902م- إلى وقتنا الحالي) والتي أسماها الملك عبد العزيز آل سعود في عام 1932م، باسم المملكة العربية السعودية، وهي الدولة العظيمة والكبيرة التي نتفيأ ظلالها الآن، وننعم بخيراتها، ونسعد بالأمن والأمان في كل مكان بها.
لهذا حق لنا أن نحتفل بيوم التأسيس السعودي الذي كان المنطلق لدولتنا الفتية، والامتداد لهذا العهد الزاهر الذي نعيشه تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وفق رؤية المملكة 2030 التي أضحت معها السعودية في مقدمة دول العالم، بما تمتلكه من موارد اقتصادية ضخمة وقوة سياسية حكيمة ومعالم دينية فريدة ونهضة تنموية متواصلة وشاملة، ونموذجاً ناجحاً ورائداً على كافة الأصعدة.. وفوق ذلك يحيا المواطن فيها معززاً مكرماً منعماً بكافة الخدمات المعيشية والتعليمية والصحية.. أدامها الله سبحانه نعمة علينا آمنة سالمة مستقرة.
وتبقى محبةُ الأوطان من شُعب الإيمان، وستبقى بلادي منار الأمم ومهد البطولة عبر المدى عليها ومنها السلام ابتدا... وفيها تألق فجر الندى.
** **
عمير بن فهد القحطاني - رجل أعمال