يطل علينا هذا الحدث التاريخي المجيد لإحياء ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، على يد الإمام محمد بن سعود في 30 جمادي الآخرة 1139هـ الموافق 22 فبراير 1727م وكانت عاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بأمر ملكي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يأتي هذا الاحتفاء بهذا الحدث العظيم بجعله مناسبة وطنية وإجازة رسمية لجميع الجهات؛ تخليدًا لذلك الإنجاز الذي تحقق منذ ثلاثة قرون، يوم التأسيس، كلبنة أولى في تاريخ توحيد مملكتنا وجذوره الراسخة منذ عهد التأسيس حتى عهد الوحدة والاستقرار على يد الملك المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - الذي وحد البلاد تحت راية التوحيد في 1351هـ - 1932م، مرورًا بمراحل النماء والتطور على يد قادتنا الميامين حكام هذه البلاد، إلى هذا العهد الزاخز عهد الملك سلمان رجل التاريخ وولي عهده الأمير محمد بن سلمان عراب رؤية المملكة 2030 حفظهما الله، وما تحقق من إنجازات على كافة الأصعدة جعلت مملكتنا الغالية محط أنظار العالم ومحور تطلعاته واهتماماته سياسيًا واقتصاديًا.
ففي الجانب السياسي تمثل المملكه ثقلاً سياسيًا بارزًا على المستوى الدولي من خلال سياستها العادلة ومشاركتها في حل القضايا العالميه ودعمها الثابت والدائم للدول والشعوب المنكوبه خلال الأزمات.
وفي الجانب الاقتصادي تعتبر المملكه أحد الأعضاء البارزين والمؤثرين في مجموعة دول العشرين لما تمتلكه من اقتصاد قوي ومؤثر في مسار العالم.
في مثل هذا التاريخ العظيم، نحن نستعيد لحظات زاخرة بالثقافة والهوية والتراث والتي تجسد ماضيا عريقا مليئا بالبطولات والأمجاد والقيم التي نفاخر بها، ونستشعر الحاضر المشرف باستمرار اللحمة والوحدة بين الشعب والحكومة الرشيدة وما نهنأ به من نعم عظيمة وآلاء عميمة نتجت عن جهود متواصلة من حكام هذه الدولة ابتداءً من مؤسسها الأول إلى ملكنا وولي عهده اليوم، ونتطلع دائمًا لمستقبل هذا الوطن الشامخ الذي يستحق أن نزهو بإرثه ونفخر به.
نحن نعزز ونبني هوية أجيال من خلال الاحتفال بالموروث الشعبي فردًا ومجتمعًا، غير أن الاحتفاء بالمظاهر المادية من لباس أو مأكولات لا ينبغي أن يكون هو المظهر السائد الوحيد لتجسيد الزهو والاعتزاز بهذا الوطن.
فلتتنوع المظاهر لإبراز حفاوة الشعب برموز الوطن وإنجازاتهم وخصائص هذا الوطن وقيمه وتقاليده والاعتزاز بهويته الوطنية، فالهوية الوطنية من أرسخ قواعد الحضارة، وذكرى يوم التأسيس فرصة لإبراز هوية هذه الدولة المباركة ورفع شعارها والحرص على مكتسباتها، فالمجتمع إذا عرف تاريخ وطنه التليد اشتد حرصه عليه وكان جديرًا بأن يعتز به.
كل فرد إما بحكم موقعه أو اهتماماته يحتفي بهذا اليوم عبر محتوى يرى أنه يستطيع تقديمه، وكل مؤسسة لديها عمق تاريخي تستطيع من خلاله صناعة المحتوى الذي يجسد الاعتزاز والانتماء لهذا الوطن عبر احتفالات حقيقية.
ويجب أن تكون هناك ضوابط تحكم الاحتفاء، بأن تُستقى المعلومات من مصادرها الصحيحة الموجودة في المراجع الأصيلة والعودة إلى الهوية الأصلية الخاصة بمثل هذه المناسبات والتي تصدر من الجهات المعنية كوزارة الثقافة ودارة الملك عبدالعزيز والتي تعد مرجعًا تاريخيًا متكاملًا عن يوم التأسيس بجميع تفاصيله من أجل أهداف سامية ترتقي بنا في اعتزازنا بموروثنا الشعبي وتعمق ارتباطنا بالجذور ارتباطًا وثيقًا.
** **
د. نهلاء سعود المطلق - دكتوراه في تخطيط واقتصاديات التعليم - تعليم حائل