في البداية، علينا أن نعترف أننا ولله الحمد محظوظون في هذا البلد الكريم المعطاء الذي يعطي كل شيء حقه والذي يعمل قادته ليل ونهار من أجل رفعة هذا الوطن وشعبه المتواضع الكريم. نعم، هناك العديد من الأخطاء هنا وهناك ولكن تظل النية صادقة في حفظ هذا الوطن.
يظهر الوجه الإنساني للمملكة العربية السعودية عند المصائب والأزمات والكوارث أيضاً وهذا مما يدل على عظمة هذه البلاد وهذه الأمة أن تقف صفاً واحداً ويداً بيد في وجه كل محتل أجنبي وغازي أمريكي يريد العبث في المنطقة وهذا هو دأب المملكة وطريقها الدائم منذ يوم بدينا قبل ثلاثة قرون فهناك الأعداء الذين لا يريدون أن يروا دور المملكة العربية السعودية في المنطقة وهم قلة.
كل دولة من الدول أو أمة من الأمم تعرف من أين تستمد مصدر قوتها ومنعتها وأما بلادنا الغالية فقد استتب فيها الأمن والأمان والاستقرار الذي خيم على البوادي والقرى قبل أن تتحول إلى مدن شاسعة يحكمها المال والأعمال والتجارة الرابحة وكل ذلك بفضل من الله ومنه أن تتحول هذه البلاد إلى جنة غناء وتنتقل من الزراعة إلى الصناعة والتصدير.
جهود المملكة في الأعمال الإنسانية والاغاثية والتنموية طالت عشرات البلدان وأحدثت خللاً في كل البلدان الإسلامية التي ما زالت تدين بالولاء لحكومة المملكة العربية السعودية التي لم تتوان في خدمة هذا الدين وخدمة شعوب المنطقة التي أرهقها الجوع والمرض.
يحث ديننا الحنيف على فعل الخيرات وترك المنكرات كما ويرغبنا في التوبة إلى الله والرجوع إليه.
لقد عانت الأمة العربية من ويلات الحروب والدمار وكانت الحروب التي خاضها العرب من أجل الاستقلال أو من أجل فلسطين قد أودت بمكانة المملكة العربية السعودية ولكن ذلك لم يفت في عزم الملك فيصل الذي ظل يعمل حتى تحقق حلمه فالمملكة ظلت وستظل نبراساً يضيء في الظلمات وجذوة من النار وسط ركام الظلام.