إن الحملة الشعبية لإغاثة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا التي وجَّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- وكلّف بها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» عبْر منصة «ساهم»؛ لهي امتدادٌ للحملات الإغاثية الكريمة لوطننا المبارك المملكة العربية السعودية، قيادةً وشعبًا.
وحيث إن أثر هذه الكارثة امتد ليطال جميع مناحي الحياة؛ فإنّ عطاءكم يوفر المأوى والغذاء والعلاج للمتضررين والمحتاجين، ويخفف من معاناتهم؛ لما تتضمنه هذه الحملة من رعاية صحية، واجتماعية، وماليّة، ورعاية للأيتام والأرامل والأطفال، ومواساة المكلومين وطمأنتهم.
وتحقق هذه الحملةُ الإغاثية قِيَمًا عظمى، منها: الرحمة، والإحسان، والجود، والتعاون، والأخوة، والإيثار، والمواساة، وقيم طاعة ولاة الأمر، والشكر على نعم الأمن والإيمان.
وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة ببيان هذه القيم وفضائلها، وإليكم هذه العشرية:
1- استحباب الصدقة وسعة أبوابها: قال صلى الله عليه وسلم: «ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقةٌ في كلّ يومٍ طلعت فيه الشّمس، قيل: يا رسول الله، ومن أين لنا صدقةٌ نتصدّق بها؟ فقال: إنّ أبواب الخير لكثيرةٌ: التّسبيح، والتّحميد...، وتسعى بشدّة ساقيك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدّة ذراعيك مع الضّعيف، فهذا كلّه صدقةٌ منك على نفسِك». (أخرجه مسلم).
2-مضاعفة الصدقة والإخلاف عليها: قال تعالى: إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}. وقال: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (سبأ: 39).
3- الصدقة ظلٌّ لصاحبها في الآخرة: قال صلى الله عليه وسلم: «كلُّ امرئٍ في ظلِّ صدقته حتى يُفْصَلَ بين الناس» (أخرجه أحمد).
4-كشف الكرب هو خلق النبي صلى الله عليه وسلم: فقد بشّرتْ خديجة رضي الله عنها رسولنا محمدًا صلى الله عليه وسلم في أول بعثته، بقولها: «أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنّك لتصل الرّحم، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وتعين على نوائب الحقّ». (متفق عليه).
5- أثر الصدقة في تحقيق معنى الأخوة: قال صلى الله عليه وسلم: «المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلمه ولا يُسْلِمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلمٍ كربةً فرّج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة». (متفق عليه).
6- ثواب تنفيس الكروب وتفريجها: قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدّنيا؛ نفّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسرٍ؛ يسّر الله عليه في الدّنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا؛ ستره الله في الدّنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». (أخرجه مسلم)، وقال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضا». (متفق عليه).
7- محبة الله لمن ينفع عباده: قال صلى الله عليه وسلم: «أحبّ النّاس إلى الله تعالى أنفعهم للنّاس، وأحبّ الأعمال إلى الله تعالى سرورٌ يدخله على مسلمٍ، أو يكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا...». (أخرجه الطبراني وصححه الألباني).
8- ثواب كافل اليتيم والأرملة والمسكين: قال تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (الضحى: 9)، وقال صلى الله عليه وسلم: «وأنا وكافل اليتيم في الجنّة هكذا وأشار بالسّبّابة والوسطى وفرّج بينهما شيئًا». (أخرجه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم: «السّاعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم اللّيل الصّائم النّهار». (متفق عليه).
9- بشرى الدالِّ على الخير: قال صلى الله عليه وسلم: «من دلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجرِ فاعلِه». (أخرجه مسلم)، وقال: من سنّ في الإسلام سنّةً حسنةً، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومن سنّ في الإسلام سنّةً سيّئةً، كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ». (أخرجه مسلم).
10- جمع النوايا واستحضارها لكلِّ هذه الأهداف: فما أجمل أن يستحضر المساهِم في هذه الحملةِ كلَّ هذه النوايا ليكتب له أجرها جميعًا، قال صلى الله عليه وسلم: «إنّما الأعمال بالنّيّات...». (متفق عليه).