عبده الأسمري
ما بين «جراحة» المناظير و»ساحة» التدابير كتب «وصفات» الطب أمام أغوار «الأعراض» ورتب «مواعيد» الأمل على أسوار «الأمراض» فكان الطبيب اللبيب في العيادة والإنسان المحسن في الريادة.
حسم الاحتراف في مهنته فجنى ثمار «الصلاح» في سيرته و»الجبر» أمام مآثره ساكباً مداد «الابتكار» في أبحاثه سابكاً سداد «الاقتدار» في دراساته.
إنه استشاري النساء والولادة وجراحة المناظير البروفيسور حسان صلاح عبد الجبار رحمه الله أحد أبرز الأطباء المشهورين والبارزين والمؤثرين في السعودية والخليج بوجه وطني الملامح مهني المطامح وتقاسيم تسكنها علامات التراحم وسمات العطف مع شخصية ودودة التواصل أليفة الوصال لطيفة المعشر لينة الجانب جميلة التعامل وعينان تلمعان من خلف عدسات طبية لا تفارقه وابتسامة مستدامة تحمل اللطف واللين والنبل وأناقة تعتمر البياض الذي يشبه روحه النقية ونفسه التقية وصوت خليط ما بين اللهجة الحجازية بحكم «الأصول» واللغة المجازية باحتكام «الفصول» وصوت يعكس هدوء الطباع وصدى يوظف جمال التطبع ومفردات تتسطر فيها «عبارات» إيمانية زاخرة باليقين وتتقاطر منها «اعتبارات» مهنية فاخرة بالتيقن مقامها «الإنسانية» وقوامها «الاحترافية» قضى عبدالجبار من حياته عقود وهو يوصف «الشفاء» من منطلقات «التوكل» ويؤصل «الوفاء» من انطلاقات «التدين» ويهدي للمرضى «بشائر» الدواء من عمق «التمكن» ويمنح المراجعين «بصائر» التداوي في أفق «التمكين» ويعلم الدارسين بمصائر «التفاؤل» واضعاً اسمه في متن «الرموز» بأحقية الكفاءة وأسبقية الاجادة طبيباً وباحثاً وأستاذاً وجراحاً وخبيراً في الطب والجراحة والبحوث والدراسات والإنجازات المهنية والأكاديمية.
في الطائف عروس المصائف ولد في نهار شتوي وتربى منزل جمع في جنباته ذكريات المعاني والتفاني وتفتحت عيناه على «أب» كريم و»أم» حانية وعائلة متفانية شكلوا له «خرائط» بشرية من الألفة والعاطفة.
امتلأ وجدانه صغيراً بعبير «النصح» وأثير «التوجيه» بين والدين كريمين وظل يرسم أحلامه أمامها كل مساء كاتباً في كشكوله الصير أحاديث الطفولة في رسومات سامقة وأحداث البطولة في أمنيات لاحقة.
انتقل مع أسرته المتآلفة المتحابة إلى الرياض لعمل والده العسكري هناك حيث ركض مع أقرانه في حي الملز «العتيق» وشارع المتنبي مقتنصاً «الأصالة» في وجوه العابرين و»البساطة» في حكايات السائرين وتعتقت روحه صغيراً بنفائس «الأجور» في مساءات العابدين وسط المساجد وتشربت نفسه ملاحم «البكور» في صباحات الكادحين بين الحوانيت وظل يستمع كل «مساء» إلى حكايات أبيه ومرويات أمه ممطراً الوقت بسيل من «الأسئلة» التي عكست نبوغه الباكر وتفوقه المبكر..
استمع حسام واخوته لمناهج من «الأثر» تشكلت كالوشم في العقول وتمثلت في حرص «الوالدين» على حصاد العلم وثمار الثقافة والتي رسمت «الخرائط» الأولى و»الوسائط» المثلى لنجاحات مذهلة جناها الابن البار من ألف التعلم وحتى ياء النبوغ.
درس حسام المرحلة الابتدائية والمتوسطة في مدارس الأبناء ثم التحق بثانوية اليمامة وتخرج فيها بامتياز ثم التحق بكلية الطب بجامعة الرياض ثم نال درجة البكالوريوس في الطب من جامعة الملك عبد العزيز بجدة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الثانية عام 1980 وشهادة المعادلة الأمريكية من الهيئة التعليمية للطب الأجنبي قي يوليو عام 1981.
وحصل على تقييم امتحانات المجلس الطبي الكندي في مارس 1983 ثم نال زمالة الكلية الملكية للأطباء والجراحين بكندا عام 1986 وحصل على البورد الأمريكي في امراض النساء والولادة في ديسمبر 1988 ودكتوراه تميز مستشفى جامعة الملك عبد العزيز، يوليو 1980 - يونيو 1981.
تعين كطبيب مقيم بقسم أمراض النساء والتوليد بجامعة الملك عبد العزيز يوليو 1981 حتى يوليو 1982 . وكبير المقيمين بجامعة ويسترن، أونتاريو، (1985 - 1986 وطبيب مقيم (أول/ ثاني/ ثالث) في جامعة ويسترن، في الفترة (1982 - 1986). وتم تعيينه كباحث إكلينيكي بجامعة ويسترن ما بين اعوام (1986 - 1988).
وتعين كاستشاري في قسم أمراض النساء والولادة وأستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك بقسم أمراض النساء والولادة بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك عبدالعزيز.
وقدم عدة أبحاث ودراسات منها مدخلات الخريجين لتطوير المناهج والتعليم الطبي ودور العدوى في العقم بجدة، والزنك في الحمل الطبيعي وتأثير العمر على الترابط الأيضي لملف الدهون والمعلمات البيوكيميائية في البلازما وعلاقتها بالخصوبة، والمعلمات البيوكيميائية في سوائل البصيلات وعلاقتها بالخصوبة وتوسيع الخلايا الجذعية لدم الحبل السري. ونال عدة مناصب في مجال التحكيم والاشراف والجانب الأكاديمي فهو محكم أوراق علمية للمجلة الطبية السعودية ومحكم أوراق علمية لمجلة الملك عبد العزيز الطبية. ومحاضر في الدورات المنظمة للجزء الأول والثاني البورد العربي في النساء والتوليد وممتحن في البورد السعودي لأمراض النساء والتوليد. وكتب أوراق علمية في بعض الصحف وألف عدة كتب باللغتين العربية والانجليزية وحضر العديد من الندوات.
وقام بإعداد العديد من المقالات المنشورة الطبية المتخصصة في الصحف اليومية وله عيادتين تخصصية لأمراض النساء والولادة أسبوعيا. ويوم كامل للعمليات أسبوعياً مع الإشراف على علاج الحالات السرطانية لأمراض النساء المحولة. وقام بوضع بعض مناهج الدراسات الطبية مع آخرين ولديه عشرات العضويات المختلفة في مجالس اكاديمية وطبية ولجان متخصصة.
وقد شغل مناصب خارج الجامعة ومنها - طبيب بديل على فترات متفاوتة في مستشفيات قوى الأمن الداخلي بالرياض والملك عبد العزيز بجدة والملك فهد بالباحة. واستشاري غير متفرغ لمستشفى الدكتور عبد الرحمن بخش واستشاري غير متفرغ والمدير الطبي لمستشفى الأطباء المتحدون
انتقل البروفيسور حسان إلى رحمة الله يوم 22 يناير من هذا العام 2023 وشكلت وفاته حدث الأوساط الطبية وحديث الوسائط الاجتماعية نظير شهرته في حرفته ومهارته في عمله وتناقلت المجالس والمنصات النبأ بالحزن ووصفوا رحيله بالفقد وفقده بالوجع.. وعزته الجهات التي طالما ملأ أركانها بالتميز ونعاه رفقاء الدرب ورثاه أوفياء المرحلة..
رحل عبد الجبار جسداً وظلت سيرته «تجسيداً» لإضاءات مهنية و»تسديداً» لإمضاءات عملية.
حسان صلاح عبد الجبار.. البروفيسور الماهر والخبير الباهر الذي ستبقى مسيرته «عناوين» للجدارة و»مضامين» للمهارة في متون «الإنجاز» وشؤون «الاعتزاز».