سلطان بن محمد المالك
أحد كبار المسؤولين لديه جلسة شهرية مع عدد من الموظفين في منشأته، يتم لقاؤهم بناء على رغبتهم، الجلسة ودية وحبية بعيدة عن الرسميات، ينزل فيها هذا المسؤول إلى أدنى درجات التواضع في لقائه بمن يرغب شرب كوب قهوة معه ومجموعة من الزملاء. لا أجندة محددة للقاء والكل مرحب به أن يطرح ما يريد أن يسمع إجابته من هذا المسؤول.
هذا النوع من اللقاءات فيه فوائد كبيرة وكثيرة للمنظمة وللمسؤول وللموظفين، فيها كسر للحواجز، فيها فرصة لسماع أصوات الموظفين وما يرغبون في معرفته بشكل مباشر من أعلى هرم في السلطة، فيها فرصة لطرح الآراء والمقترحات والتساؤلات على المسؤول الأول.
في أحد اللقاءات الشهرية لهذا المسؤول، سأله أحد الموظفين قائلاً: نحن موظفون في بداية حياتنا العملية ونشعر بصعوبة في الموازنة بين العمل والمنزل فكيف بك وأنت في منصب كبير وتحتك بمسؤوليات كبيرة تتطلب انشغالك لأوقات طويلة تبعدك عن أسرتك، كيف توازن بين العمل والأسرة؟ أجاب المسؤول بكل بساطة: تنظيم الوقت ومنح الصلاحيات للآخرين وإعطاء الأسرة حقها من الوقت هي أنجع طريقة للموازنة بين العمل والمنزل.
مثل هذا المسؤول ولقائه بعدد محدود من الموظفين بشكل شهري يحقق جوانب إيجابية عديدة في كسب ولائهم للمنظمة وإحساسهم بالأمان والاستقرار ومحبتهم لبيئة العمل وزرع الثقة فيهم. كما أنها فرصة لهذا المسؤول لسماع آراء من أشخاص لم يعتد الجلوس معهم.
نصيحة لكل مسؤول: افتح بابك للموظفين، وخصص جزءاً من وقتك للجلوس معهم وسماع آرائهم، فهم الصادقون في طرح الرأي متى ما منحت لهم الفرصة وقد تسمع شيئاً جديداً خلاف ما تسمعه من المقربين منك.