حسن اليمني
الرسم الكاريكاتوري في صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الذي تهكم وتشمت بالمأساة التركية - السورية إثر الزلزال كان صادماً بشكل وقح، لكن هذا ليس كل شيء، فقد ظهر تقرير لمعهد (Geophysical Institute) التابع لجامعة ألاسكا صاعقاً وخطيراً كشف عن منظومة «HAARP» الأمريكية الذي تدور حوله الشبهات في حدوث الزلزال المدمر لتسارع بحذفه لكن الأمر قد انتشر، الطريف في الأمر أن عملية الحذف المتعجلة حذفت التقرير وتركت مقطع الفيديو الذي يشرح العملية لتعود وتحذف المقطع المصور وتغير اسم المعهد واسم العملية بطريقة تجعله خاصاً بالفضاء فقط وليس الأرض والفضاء.
ظهر ما يعرف اليوم بتكنولوجيا التموجات كسلاح سيبراني يتدخل بالموجات الفيزيائية بين طبقات الأرض والجو وقد نبه عنه رئيس أركان الأمن السيبراني الفرنسي (ايمريك بونميزون - مؤلف كتاب حذار من السيبرانية أو نحو حرب سيبراوكترونية) في تحذيره لليونان حول الجزر في بحر ايجه واحتمال تعرضها أيضا بعد الزلزال الذي حدث في جنوب تركيا وشمال سوريا أو ما اسماه حركة اهتزازية - وللعلم فقد استخدمت هذه التكنولوجيا السيبرانية في أفغانستان لتدمير الكهوف تحت وصف عمليات غير عادية - والتحذير جاء في تقرير له حول ظهور القوة الأمريكية العنيفة في أوروبا، ووصف العنيفة وصف مستجد للسلاح ويعطي مؤشراً نحو نوع جديد من آلية التدمير مختلفة تماما عن كل ما عرفناه حتى اليوم، ويشير (ايمريك) إلى أن هذا السلاح الأمريكي الجديد تستخدمه أمريكا ضد الدول الصديقة والعدوة لتهيئة الظروف للتدخل في تغيير الأمور في هذه الدولة وتلك تحت غطاء العمل الإنساني.
فور حدوث الزلزال ظهرت تسريبات لتقارير سرية تعطي انطباعاً حول أن ما حدث إنما هو بفعل فاعل، وأنه تمهيد لعمليات عسكرية يتم بطريقة غير مألوفة بواسطة سلاح السيبراكتروني أو السلاح التاكتوني الذي تزعم روسيا أنه من المحتمل قد استخدم لحدوث هذه الزلازل، وتذكر بإغلاق قنصليات تسع دول أوروبية قبل ذلك بفترة وبإيعاز من أمريكا، وتمضي تسريبات أخرى للتذكير بالمناورة الأمريكية مع دول أخرى حول جزيرة قبرص قوامها 64 ألف عنصر أمريكي وهو رقم ضخم بهذه المناورة التي تحاكي التدخل العسكري إثر حدوث زلزال ثم ظهر الزلزال في جنوب تركيا وشمال سوريا بعد أيام من انتهاء المناورة لتطلب الولايات المتحدة الأمريكية دخول 64 ألف عنصر أمريكي بين عسكري ومتخصص في عمليات الإنقاذ وقبلت تركيا دخول 4 آلاف فقط، ويبدو أن خيبة أصابت الولايات المتحدة الأمريكية حين وجدت أن الأتراك قد جهزوا قرابة 34 طائرة سمتيه وطائرتين درون لتفعيل شبكة الاتصال في المنطقة المنكوبة ليتسنى لمن هم تحت الأنقاض الاتصال وطلب الإنقاذ والذي كانت تعول أمريكا على توفيره ليتسنى لها التحكم بشبكة الاتصال، وقبل ذلك دخلت المدمرة Nitze البحر الأسود رغم الحظر التركي ثم تصل حاملة الطائرات النووية الأمريكية «بوش» لتركيا ليعلن اميرال البحرية التركية أن أمريكا تفكر في اجتياح تركيا، تبعة تهيئة روسيا لكافة ملاجئها النووية، وما يجب تذكره الآن أن قاعدة «انجرليك» الواقعة على مسافة 8 كيل عن مدينة أضنة جنوب تركيا في منطقة الزلزال تحتضن قنابل نووية يبدو أنها محمية بتحصين عن الزلازل لكن روسيا تشكك في ذلك أو ربما تستشعر قرب حدوث أمر خطير.
لابد من التذكير أن أمريكا تتمركز في شمال شرق سوريا بقاعدة عسكرية ضخمة حول آبار النفط وعصابات تناوئ تركيا التي كانت قد هددت باحتياج المنطقة لإبعاد هذه العصابات الإرهابية بعد التفجير الذي حدث وسط استانبول قبل فترة، وظهرت بعد ذلك نوايا سياسية في محاولة توفير تفاهم سياسي بين تركيا ونظام دمشق برعاية من روسيا وهو أمر لا يخدم المصلحة الأمريكية، ومعلوم أن أمريكا والغرب عموم لديهم رغبة جادة في إنشاء كيان مماثل للكيان الصهيوني في شمال العراق وسوريا وجنوب تركيا لكن ذلك يبدو مستحيل بوجود الرئيس رجب طيب أردوغان واستمرار تنامي قوة تركيا التقنية والتصنيعية ما يعني أنه من وجهة النظر الغربية أنه إن استمرت تركيا تحت حكم الرئيس اردوغان لفترة رئاسية قادمة فإن تركيا قد تصل إلى نسبة 100 في المائة من الاكتفاء في التصنيع الدفاعي والتقني وقادرة على التصدير بشكل ينافس التصنيع الغربي ويتجاوزه في المبيعات مع ما يتبعه من تدعيم للموقف السياسي المستقل عن أمريكا وأوروبا.
إنها المرة الأولى حسب علمي الذي تظهر فيه الزلازل المدمرة تحت احتمالية فعل فاعل، وأن صعب الجزم بصحة كل ما سبق باعتبار أن التسريبات نوع من أنواع الأسلحة السياسية حتى وإن دعمتها مؤشرات الحراك للقطع العسكرية وتبدل المواقف السياسية يبقى ظهور هذا السلاح السيبراكتروني أو التاكتوني بديلاً للسلاح النووي أمر غاية في الخطورة، ويظهر إلى أي مدى وصلت إليه الحضارة الغربية في الاستهانة بأرواح البشر بمثل ما عبرت به صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية مقابل بسط السيطرة والهيمنة على العالم، سيكتب التاريخ أن الولايات المتحدة الأمريكية أول من استخدم السلاح النووي وهو سلاح ردع لا استخدام وأول من استخدم السلاح التاكتوني وهو سلاح تدمير للطبيعة والإنسان بوجه إنساني نبيل.