فضل بن سعد البوعينين
بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حملة شعبية لمساعدة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا.
حملة مباركة تؤكد حرص قيادة المملكة على إغاثة المحتاجين والمتضررين، في جميع دول العالم، والدول الإسلامية على وجه الخصوص، وتدشين حملات شعبية لمساعدتهم والتخفيف من آلامهم، ومشاركة الحكومات والدول في تحمل مسؤولياتها تجاه المنكوبين. إتاحة الفرصة للمواطنين والمقيمين لتقديم التبرعات من خلال حملة شعبية، وفق آلية تقنية سهلة وآمنة من خلال منصة «ساهم»، أو الحساب المصرفي الموحّد، ساهمت في توسيع دائرة المشاركة، وانخراط أفراد المجتمع في تقديم العون والمساعدة لإخوانهم المتضررين وتوفر بعض متطلباتهم الأساسية، وفي مقدمها الإيواء والأدوية والغذاء. سهولة التبرع، وإمكانية تقديم مبالغ قليلة وفق ملاءة المتبرعين ورغباتهم عزّزت من فاعلية الحملة الشعبية، وعدد المشاركين فيها، كما ساهم إيجاد حساب مصرفي مخصص للحملة الشعبية في تنويع آلية إيصال التبرعات، وتلقي التبرعات الضخمة من رجال المال والأعمال والشركات على وجه الخصوص.
تمكنت الحملة الشعبية، حتى الأمس، عبر منصة ساهم، والحساب المصرفي من جمع أكثر من 362 مليون ريال، وتجاوز عدد المتبرعين 1.6 مليون متبرع. نجاح مركز الملك سلمان في إدارة منظومة التبرعات والبرامج الإغاثية والإنسانية، عزَّز مشاركة المواطنين في الحملات الإغاثية العاجلة والموجهة إلى الخارج، خاصة مع توفر المنصات الرقمية التي سهلت جمع التبرعات وفق آلية تقنية موثوقة تربط المتبرع مباشرة بالمشروعات الإنسانية التي يتم تنفيذها في الدول المستهدفة.
إشراف المركز، على الحملات الشعبية، والتبرعات، زادتها كفاءةً وأماناً، وفاعلية على أرض الواقع. أثبت المركز احترافيته في إدارة الأعمال الإنسانية والإغاثية السعودية وفق مبدأ الإدارة الشامل الذي يضمن جمع وإيصال التبرعات لمستحقيها، والمشاركة الفاعلة في المناطق المنكوبة ومساعدة المتضررين، وتقديم الخدمات الإغاثية الطارئة في وقتها، بل وقبل وصول فرق الأمم المتحدة في كثير من الأوقات.
منظمة AFAD، (هيئة الكوارث والطوارئ التركية)، أكدت أن المساعدات السعودية هي الوحيدة التي وصلت جنوب تركيا، وهي أول مساعدات تدخل أراضي الشمال السوري، وقبل مساعدات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وهي شهادة من أرض الحدث، ومن هيئة تركية مسؤولة عن الأعمال الإغاثية، ما يؤكد نجاح الحملة الشعبية السعودية، وكفاءة مركز الملك سلمان، والجهات المشاركة الأخرى، على المستويين المحلي والعالمي، وقدرتهم الفائقة على تنظيم الأعمال الإنسانية والإغاثية والمشاركة بها في المواقع المتضررة من خلال فرق عمل مدربة ومتخصصة وكوادر طبية وإغاثية ذات جودة عالية. أكثر من ثلاثة آلاف مبنى مؤقت، بكامل ملحقاتها، سيتم بناؤها كمرحلة أولى للمتضررين في سوريا وتركيا، إضافة إلى المخيمات المتكاملة التي إنجزت لإيواء المتضررين.
فريق البحث والإنقاذ السعودي، وجد في المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا، وواصل عملياته الميدانية وجهوده الإنسانية في إنقاذ الأرواح وتوفير الدعم والمساندة للفرق السعودية.
منظومة إغاثة سعودية متكاملة شملت فرق الإنقاذ وفرق التدخل السريع وفرق الطوارئ الطبية، تشكلت من جهات حكومية مختلفة ومنها المديرية العامة للدفاع المدني ووزارة الداخلية وهيئة الهلال الأحمر السعودي، إضافة إلى كوادر المركز والمتطوعين، قدمت العون والمساعدة للمتضررين وساهمت في إغاثة المنكوبين، وتوفير المواد الغذائية، والطبية، ومراكز الإيواء لهم، وفق رؤية إنسانية خالصة، ومعايير إغاثية تلتزم المملكة من خلالها تقديم الخدمة لمحتاجيها حول العالم، تقربا إلى الله، ومساهمة في أعمال الخير وإغاثة المنكوبين، بعيدا عن الأجندات السياسية والأيديولوجية، أو التمييز، وهذا ما يجعلها أكثر صدقا، وفاعلية، وتميزا وشمولية، وقربا إلى الله سبحانه وتعالى.
ستبقى المملكة رائدة للأعمال الخيرية والإنسانية والإغاثية، وستمضي قدماً في تعزيز قدرات مركز الملك سلمان، ودوره الإغاثي وتمكينه، ليصبح الواجهة الإنسانية التي تعكس صورة مملكة الإنسانية في الداخل والخارج.