سارا القرني
فُجع العالم منتصف الأسبوع الماضي بزلزال في مدينة كهرمان مرعش التركية، والذي طالت آثاره وتداعياته وهزاته الارتدادية دول الجوار التركي.. وأكثرها ضرراً سوريا، لتنطلق الحملات الدولية لإغاثة المنكوبين جراء الزلزال، وتكون السعودية في مقدمة الدول التي هبّت لمساعدة المتضررين.
وإنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده -حفظهما الله- أطلق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يوم الأربعاء الحملة الشعبية عبر منصة «ساهم» لمساعدة المتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا، وانطلقت أيادي الخير البيضاء من أبناء بلدنا بالتبرعات والعطاء الذي تجاوز 300 مليون ريال حتى لحظة كتابتي لهذا المقال، وتزامن مع إطلاق الحملة تسيير جسر جوي من المواد الغذائية والطبية وحقائب الإيواء وغيرها، وفريق البحث والإنقاذ والفرق التطوعية.
هذا الفريق الغني عن التعريف.. فهو منذ تشكيله ساهم في عدة عمليات إنقاذ ومساندة داخلية في إخلاء منطقة العيص بالمدينة المنورة احترازياً بعد الزلازل المتتالية التي حدثت هناك، ومساندته في حادثة الحرم منذ عهد قريب، وانهيار مبنى تابع لجامعة القصيم، وفي مهمات الحج، وفي انهيار سقف مواقف جامعة المعرفة بالرياض، وكذلك مشاركته في عمليات الإنقاذ والبحث التي أعقبت سيول وفيضانات باكستان، فريقٌ ضمن منظومة مركز الملك سلمان للإغاثة تقوده قوات طوارئ الدفاع المدني الخاصة يبلغ أفراده نحو 100 مختصّ في عمليات الإنقاذ بينهم من يحملون تخصصات طبية دقيقة للتدخل الطبي الفوري والمباشر في موقع الحادث، وتخصصات هندسية لمتابعة ومراعاة انهيارات المباني أو انزلاق الأنقاض بما يهدد سلامة المحتجزين أسفلها، وهو حاصل على التصنيف الدولي فئة الثقيل عام 2015م وأعيد تصنيفه مرة أخرى في 2022 بأعلى تصنيف تمنحه المجموعة الاستشارية للبحث والإنقاذ «INSARG» التابعة لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية OCHA تحت مظلة الأمم المتحدة.
في الجسر الجوي الذي سيّرته المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.. وصل فريق الإنقاذ بمعداته المتطورة وتجهيزاته الفنية وأدواته الفعَّالة (K9).. كلاب البحث البوليسية المدرّبة تدريباً فائقاً للبحث عن المحتجزين والمحاصرين تحت الأنقاض، وشرع منذ لحظات وصوله الأولى في المسح الميداني والبصري للموقع بوسائله المتعددة، وبحثه التقني بالمجسات والكاميرات لتحديد مواقع الضحايا في 4 مواقع مختلفة في غازي عنتاب بمنطقة البراهيملي وأبراج بولات، ونسمع أخباره المفرحة بين انتشال رضيع وإنقاذ مسنّة وتخليص شباب يقبعون تحت الأنقاض منذ ليال.
لا يزال وطني سبّاقاً لكلّ خير، ولم يخيّب أبناؤه كلّ ما استثمره فيهم من مقدّرات وثروات، ليلبّوا نداءه حال انطلاقه، نداء استغاثة ما كاد يظهر.. حتى قالت المملكة العربية السعودية أنا لها!