لأول مرة في تاريخ الأندية السعودية فريق وطني يصل للمباراة الختامية لبطولة أندية العالم ويحقق وصافتها أمام ريال مدريد، الهلال تجاوز قبلها بطل إفريقيا الوداد المغربي صاحب الأرض والجمهور، وبطل أمريكا الجنوبية فلامنغو البرازيلي بكل جدارة واستحقاق من واقع قوته مثبتا قدرته الفنية والعناصرية وجودة مكوناته على مجاراة الفرق العالمية والتفوق عليها، وهذا مصدر فخر واعتزاز لنا جميعاً.
وإذ نبارك للهلال فالمباركة بداية للوطن قيادته وشعبه والشكر للمنظومة الهلالية التي أبهرت العالم وحققت الإنجاز الفريد من نوعه، فمن حسن لأحسن لكرة القدم السعودية بالقادم من الاستحقاقات، الهلال كل مرة يشارك بالمونديال يقدم ما يفوق المرات السابقة فمن رابع العالم للوصافة ولن يهدى له بال حتى يحقق اللقب المفقود بخزائنه يوما ما. الهلال أثبت بأن الظروف الصعبة هي من يصنع النجاح والانجاز يولد من رحم المعاناة، كونه يعظم شعور المسئولية ويقوي الثقة بالنفس أكثر، فمن نقص/ إصابات ومستوى متدن صنع الفارق وحقق ما عجز عنه الآخرون؛ البطل يصنع نفسه اذا أحب القيام بأدوار البطولة فيهيء نفسه لها ويعدها يعيش هذا الشعور فتعيشه يخلق الحدث ويصنع التاريخ. وبالأمس نجوم الهلال صنعوا التاريخ واثبتوا علو كعب الكرة السعودية وتطور مستواها بمشاركة عالمية ترفع الرأس لا للوطن بل للعرب آسيا. ولا أكثر من نهائي يقف فيه الهلال الند للند أمام جبروت وعظمة وصولجان مدريد صاحب التاريخ والصيت والهيلمان، وكان قريباً من صنع الفارق لولا جودة مكونات الملكي وخبرته؛ لو استغلوا الفرص المتاحة لهم بشكل جيد بعيدا عن التسرع والارتباك. ومهما كان تسجيل 3 أهداف في مرمى مدريد بالنهائي أمر ليس سهلا ولا متداولا وهذا يحسب لممثل الوطن.
* من حسنات البطولة أنها أظهرت الإمكانات المخفية لعدد من نجوم الهلال؛ ولا أكثر من ثالث أفضل لاعب بالبطولة الأرجنتيني لوسيانو فييتو؛ الذي أعاد اكتشاف نفسه من جديد بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من التسريح المريح. وأتمنى على الهلاليين إعادة النظر في إبعاده إذا استمرت مستوياته على ما كانت عليه بالمونديال لاعبا مؤثرا وديناميكيا. مهمة الهلال لم تنتهي بعد فهناك 3 تحديات أمامه أولها وأهمها الملف القاري بطولة كأس دوري أبطال آسيا الأدوار الاقصائية الدور ثمن النهائي أمام شباب أهلي دبي، وهناك دوري روشن الذي يحل رابعا فيه والصراع مع ثلاثي النصر الاتحاد والشباب ولديه مؤجلة والفارق ليس كبيرا ويمكنه التعويض ان وفق في حسم النقاط رغم شدة المنافسة مع ثلاثي المقدمة. وهناك بطولة يحبها الهلاليون هي الأغلى على قلوبنا جميعا كأس خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره وهي البطولة التي حرم منها الهلال من الفيحاء مؤخرا وحققها الاتحاد.
قبل الأخير
لم يباركوا بإنجاز الهلال الوطني الأخير (كعادتهم) بل سخروا منه ومن خسارته أمام بطل العالم في النهائي، وهذا دليل على الغيرة والحسد، تذكروا الخسارة من بطل تاريخي عظيم كمدريد وتناسوا الوصول للمباراة النهائية وهو إنجاز فريد من نوعه وغير مسبوق لم يحققه إلا الهلال.
** **
- هيا الغامدي
@haya_alghamdi