لم يعد المعلم ناقلاً للمعرفة كما هو في السابق، بل أصبح موجهاً ومشرفاً في العملية التعليمية والتربوية فدوره أكثر شمولية، ولذا حظي المعلمون في المملكة العربية السعودية - وهم من أهم العناصر في العملية التعليمية والتربوية - على جانب كبير ومهم من الإصلاحات والبرامج التطويرية والاهتمام بنموهم المهني وتدريبهم؛ تماشيًّا مع ما يشهده التعليم في المملكة العربية السعودية من تطور ملحوظ في فلسفاته ومناهجه وأساليبه ومجالاته وأدواته؛ بهدف مواكبة متغيرات العصر، والرفع من مخرجات التعليم. وهذه المتغيرات التي يشهدها دور المعلم في العملية التعليمية والتربوية أوجبت على المسؤول إعادة النظر في عملية اختياره وتأهيله وتدريبه قبل وأثناء الخدمة؛ من أجل التوافق مع المتغيرات والتطورات، وضمان تطوير الأداء التعليمي والتربوي المتواصل الذي يتفق مع التطلعات، وتحقيق الأهداف، والاستخدام الأفضل للإمكانيات المتاحة.
ونتيجة لذلك ورغبة في مواكبة التطورات والمتغيرات نرى أن المسؤولين في التعليم أوجدوا اختبار كفايات المعلمين (سابقًا) بهدف التأكد من أن المُخْتبِر تتوفر فيه الكفايات اللازمة ليكون صالحاً للعملية التعليمية والتربوية، وحتى يقبل في وظيفة التعليم، ثم انتقلوا بعده لاختبار الرخصة المهنية للمعلمين (حاليّاً) كوثيقة تأكد أن الحاصل عليها صالح لمزاولة مهنة التعليم وفق معايير وإجراءات ومستويات ومدة زمنية محددة، ومن خلال هذه نشأ هذا التساؤل:
(ماذا بعد اختبار الرخصة المهنية للمعلمين، وهل هناك خطة تدريب وتطوير؟).
فبعد مضي هذه المدة على تطبيق اللائحة الجديدة والاختبارات للرخصة من المفترض أنه تكوَّن لدى المسؤولين على العملية التعليمية والتربوية أرقامٌ وإحصائيات للكفايات والمهارات الموجودة عند المعلمين في الميدان والمتقدين الجدد، يبنون من خلالها خطة لتمتين ما هو موجود لدى المعلمين ويوافق التطلعات، ويعملون على ما هو ناقص لديهم لتطويره وسد النقص فيه من خلال البرامج التدريبية واللقاءات العلمية وورش العمل، وعكس مثل هذه النقاط كمتطلبات تدريبية وتطويرية في سجل المعلم يُطالبُ بتحقيقها، وعليه يمكن تقييم المعلم من خلال شواهد وخطة واضحة المعالم، ويكون التدريب والتطور المهني موجهاً ومدروساً. مما يساعد في تطور التعليم والارتقاء بمكانته، وتحقيق جودة اختيار وإعداد وتأهيل وتدريب المعلمين، ويكون هذا التخطيط طويل المدى بعيداً عن الاجتهادات والقرارات الوقتية ونسخ التجارب.
السطر الأخير..
للتدريب دور مهم وأثر كبير في عملية تطوير الأداء، وسد جوانب القصور، وإكساب المهارات والمعارف والكفايات التي تعين المتدرب على تحقيق الأداء المنشود الفاعل.