عبد العزيز الهدلق
رفع الهلال بعد مشاركته في بطولة كأس أندية العالم 2022 سقف الطموحات التنافسية السعودية إلى مستوى عالٍ جداً، فلم تعد مجرد المشاركة في بطولة أندية العالم كافية، ولم تعد هي الطموح المقبول لأي نادٍ. فقد أصبحت اليوم وبعد مشاركة الهلال الكبيرة واللافتة لا تقبل إلا المنافسة على بطولة أندية العالم.
وكان الهلال قبل ثلاثين عاماً قد صنع سقفاً جديداً (في حينه) للمنافسة السعودية الآسيوية إلى مستوى البطولة والفوز بالكأس. عندما حقق عام 1991م أول بطولة آسيوية باسم الأندية السعودية. وتتابعت بعده انتصارات الأندية على مستوى القارة. وإذا كان الهلال هو المشارك القادم في كأس أندية العالم أو غيره من الأندية السعودية فلا يجب أن يقبل منها أقل من الوصول للمباراة النهائية، إما لتكرار الإنجاز الأزرق أو تحقيق الأفضل بالفوز بكأس أندية العالم الذي جعله الهلال بعد مشاركته الأخيرة في المتناول ومستوى الطموح.
فلقد كسر الهلال بعد مواجهة فلامنجو ثم ريال مدريد وقبلهما تشلسي رهبة مواجهة الفرق العالمية، وماكانت مواجهته أمام بطل أوروبا 2021 تشلسي إلا إرهاص لهذا الحضور السعودي القوي حيث وقف الهلال نداً قوياً أمام بطل أوروبا، وخسر بصعوبة بالغة 0 /1. وهو الحضور الذي تحدث عنه بإعجاب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو وردده كثيراً في مناسبات عدة.
وجماهير الهلال بالذات ستبقى تطارد فريقها بطموح الفوز بكأس العالم، ولن تقبل في أي مشاركة أن يتراجع الطموح والمنجز. وسيبقى الهلال دوماً ينافس نفسه، وأجيال الهلال تتنافس مع بعضها لتحقيق ما هو أفضل وأجمل وأصعب.
التاريخ الأبيض والمجد الأزرق
لم يواجه الهلال صعوبة وهو يقابل الفريق المنظم والمستضيف وبطل إفريقيا (الوداد)، ولا بطل أمريكا الجنوبية (فلامنجو)، ولا بطل العالم (ريال مدريد). ولم يواجه الظروف المصطنعة وحسب، ولا عقبات الإصابات والنقص، ولا التربص ومحاولات الإعثار، ونصب الفخاخ لإسقاطه. لقد تجاوز كل تلك العقبات التي اعترضت طريقه دفعة واحدة فتجاوزها كلها بلا استثناء بانتصارات تاريخية.
إن أسهل ما يواجهه الهلال هم المنافسون في الميدان مهما كان الاسم الذي يحملونه والهيبة التي تحيط بهم. ولكن الصعب هو المواجهة الخفية عندما تتلبس زيفاً وزوراً برداء لائحة أو نظام وهي منه براء.
منعوه من التسجيل وأوقفوه قسراً، ورفضوا منحه حقه (التدابير الوقتية) الذي كفله نفس النظام الذي قيدوه به.
وكانت تلك التحديات تمنح الهلال قوة، وتشد من أزره، وتعظِّم إرادته، وكلما نقصت صفوفه ازدادت عزيمته.
لقد أصبح الهلال متمرساً في التعامل حتى مع من يريد إسقاطه وإعثاره باستخدام الأنظمة واللوائح.
زوايا..
** ما قدمه سمو الأمير الوليد بن طلال للهلال وما يقدمه لا يمكن رد جزائه، ولا يمكن أن يوازيه شكر وثناء وتقدير. ولكن يكفي أن يرى سموه نتاج عمله ودعمه يتحقق أمام ناظريه، وهو نتاج نوعي ومميز. فسموه يقود الهلال للإنجازات القارية والعالمية غير المسبوقة.
** ماقدمه الهلال من مستوى في كأس العالم للأندية يكفل له الفوز بكأس دوري أبطال آسيا، بشرط أن يبذل اللاعبون نفس الجهد والعطاء.
** المرحلة الهلالية القادمة ستشهد عودة كابتن الفريق سلمان الفرج والذي كان الغائب الأهم عن بطولة كأس العالم للأندية. وكل الهلاليون ينتظرون هذه العودة على أحر من الجمر. فماذا لدى سلمان بعد العودة؟
** لايقلل من قيمة إنجاز الهلال بتحقيقه المركز الثاني في بطولة أندية العالم إلا من أغاظه هذا المنجز، فأحرقته الغيرة بمحاولة تشويهه.
** في الوسط الرياضي هناك من يتواجد من أجل تحقيق الأهداف السامية، وهناك من يتواجد من أجل تشويه المنجزات والتقليل من قيمة ما يحققه الآخرون.