اهتمام تاريخي جميل يسطّره قادة وطني الغالي شرقاً وغرباً من أجل تحسين جودة الحياة في مدنه ومحافظاته، وتعميم حيوية المجتمع وصحته وفقاً لأهداف الرؤية الطموحة 2030، كان آخرها إطلاق مشروع حديقة الملك سلمان العالمية، كأحد مشاريع الرياض الكبرى الأربعة التي أطلقت في 12 رجب 1440هـ.
على المستوى المحلي في محافظة وادي الدواسر ننظر بفخر لما تم إنجازه في مسار الحدائق، ولا يزال الأمل والتفاؤل مفتوح الأجنحة في أن يحظى ملف الحدائق العامة في محافظة وادي الدواسر بالدخول لقائمة الأهداف لتحلّق عالياً بقوة، بيئة إيجابية جاذبة ومفعمة بالسعادة، حيث إن واقع ملف الحدائق العامة في محافظة وادي الدواسر لا يزال دون مستوى طموحات الأهالي.
لقد سطّرت قيادتنا الرشيدة دعماً كبيراً لأنسنة المدن وتحسين المشهد الحضري ورفع جودة الحياة وتحديداً في مجال إنشاء الحدائق العامة، وقاد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمتابعته ودعمه وإيمانه بالغطاء النباتي والمسطحات الخضراء لخلق واقع جديد ومختلف ينقصه -من وجهة نظري- أن تلحق الأمانة والبلديات بركب ذلك التوجه جنباً إلى جنب مع المتنزهات والحدائق والمسطحات الخضراء في المناطق والمحافظات والهجر؛ لتصبح متانة العلاقات مستندة على سلسلة من التكامل.
حديقة الشرافاء العامة في محافظة وادي الدواسر التي تزيد مساحتها على مائة متر مربع ليست كما سبق، فالجدب يسيطر على نصفها، ومظاهر الطبيعة في بعضها تلاشت، وتحولت الأرض الخضراء إلى حشائش صفراء!، مع توفر القدرة المائية، ولذلك فهي تفتقد المواطنين والمقيمين، ولم تكن صالحة للجلوس لمدة قد تزيد على العام، مما دفع بالكثير من السكان إلى اللجوء إلى المناطق الصحراوية القريبة من المحافظة للتنزه، كذلك تعاني من جانب الاهتمام بخدمات النظافة ودورات المياه، على الرغم من المساحة الكبيرة للحديقة وموقعها الإستراتيجي على الخط العام المتجه للرياض أو للمناطق الجنوبية إلا أنها لم تنل حظوة الاهتمام المطلوب من بلدية المحافظة، علاوة على أن الحديقة المفتوحة التي بجوارها من جهة الشرق لم يسبق زراعتها، رغم تجهيزها للزراعة منذ مدة طويلة.وفيما يخص المدخل الشرقي المجاور لبوابة وادي الدواسر فقد بذلت البلدية جهوداً كبيرة من أجل تحسين وتجميل ذلك المدخل من خلال إقامة الأسوار الجمالية وإنارة ورصف الطرق حوله، إلا أن الغطاء النباتي حوله قليل، فقد تم زراعة أجزاء منه، فيما تبقت أجزاء أخرى من دون زراعة منذ فترة طويلة.الأشجار والمسطحات الخضراء ستفتح للمواطنين والمقيمين باب الأنس والمتعة، وسحب الضيق والكآبة، والفوز بسعادة الصغار والكبار، وتحقيق البيئة المناسبة والجاذبة المبني على المقومات الطبيعية للتميز والنجاح، وتأسيس الحدائق النموذجية مكتملة الخدمات.حديقة الشرافاء بوادي الدواسر.. بالتأكيد تحتاج لحضن «الطبيعة» من أكثر أي وقت مضى.