أحمد المغلوث
حتى هذا اليوم ما زال العالم يعيش حزناً كبيراً على أثر الزلزال المدمِّر الذي ضرب مناطق واسعة في شمال سوريا وتتوزع بين مناطق خاضعة لسلطة النظام كما في حلب، وأخرى تسيطر عليها فصائل معارضة في الشمال ومع المشاهد المباشرة التي شاهدها وتابعها مليارات من المشاهدين في مختلف دول العالم ممن تتوفر لديهم أجهزة الاتصالات والجوالات التي باتت تنقل لهم مباشرة ما يحدث لحظة بلحظة، وهم يتابعون باهتمام وحزن وبكاء وحتى فرح عندما يشاهدون إنقاذ من كتب الله له حياة وخرج سالماً وسط التكبير والتهليل، والشكر لله سبحانه وتعالى الذي بيده كل شيء، لقد تكررت ومنذ آلاف السنين كوارث زلزالية مدمرة شملت العديد من دول العالم في الغرب والشرق في الجنوب والشمال. وكانت جميع هذا الكوارث الزلزالية متفاوتة في حجم وسعة الدمار الذي خلفته في المناطق التي شملها ذلك، ولا شك أن كل ذلك موثق ومسجل في كتب التاريخ القديمة والحديثة بل تم مع بداية اختراع الكاميرا في القرن الـ18وما أعقب ذلك من ابتكار كاميرات الأفلام المتحركة الصامتة والناطقة، ويوماً بعد يوم تم توثيق مئات الآلاف من الأحداث الهامة في هذا البلد أو ذاك ذلك بالصور والأفلام الوثائقية المختلفة، ومن بينها كوارث الزلازل.. أما في السنوات الأخيرة ومع انتشار البث المباشر فلا شك أن التأثير كان كبيراً جداً حيث سارعت دول العالم وفي مقدمتها مملكتنا الحبيبة وباهتمام مباشر حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي وتنظيم حملة شعبية عبر منصة «ساهم» لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا». كل هذا تحقق وكان نتيجة طبيعية وحتمية لوقوف المملكة والخليجية والدول العربية الشقيقة والإسلامية ومجموعة من مختلف دول العالم حيث قاموا جميعاً بإرسال الطائرات التي تحمل أنواعاً عديدة من المساعدات الغذائية والدوائية والأجهزة الطبية والخيام التي تساهم في المساعدة في التخفيف من حدة الكارثة ووقعها المؤلم على الناجين والمكلومين والمصابين جراء هذا الزلزال العظيم.. لقد توافدت على تركيا وسوريا منذ الساعات الأولى للكارثة فرق إنقاذ متخصصة في عليات البحث والكشف عن ضحايا الزلزال تحت الركام والأنقاض. والجميل أنه استخدم في الكشف عن الذين وقعوا أسراء تحت المباني المنهارة على رؤوسهم أجهزة حديثة ومتطورة تكشف من خلال الإحساس الحراري الأجسام البشرية تحت أكوام الحجارة والتراب. وكم كان مشهد وصول أضخم وأكبر طائرة شحن في العالم والتي لم تتردد المملكة استئجارها لنقل مساعدات المملكة لتركيا وسوريا. طائرة نقل مجموعة من السيارات والأجهزة والمعدات.. وما زال حتى اليوم يشير الإعلام التركي والعربي والعالمي للمساعدات الكبيرة التي قدمتها المملكة للضحايا في سوريا وتركيا.. لافتة إلى أن حجم المساعدات السعودية كانت وبدون مجاملة هي الأبرز كذلك التبرعات المالية التي جمعها «ساهم» والتي تجاوزت ربع مليار ريال تقريباً حتى لحظة كتابة هذه السطور، ولا يمكن أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه ويلعبه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وماذا بعد لقد نجح فريق الإنقاذ يوم السبت الماضي من إخراج الطفلة «عائشة» من تحت الانقاض سالمة غانمة. ولقد تابعت مع ملايين المشاهدين ومن خلال البث المباشر الذي قامت به قناتنا «العربية» وطوال أربع ساعات متواصلة هذا الحدث المباشر. وعادت «عائشة بعد الزلزال عائشة. وهذا بفضل الله ثم لرجال الإنقاذ والمسعفين شكراً لجهودهم..