أ.د.عثمان بن صالح العامر
أذكر أن عضو البرلمان الكوري (كيم سيونغ تاي) أطلق على المملكة العربية السعودية في الكلمة التي ألقاها بمناسبة زيارة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين لكوريا الجنوبية (أرض الأمل). اعترافاً منه بالجميل لبلادنا المباركة المملكة العربية السعودية في تحقيق آماله الشخصية والعائلية، بل وتأثيرها المباشر على اقتصاد بلاده فيما مضى من سنوات.. كان هذا الحدث المفصلي المهم في العلاقة بين البلدين في شهر شوال من عام 1440 للهجرة، يونيو 2019 للميلاد. وكانت هذه الزيارة التاريخية بناءً على توجيه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبدعوة رسمية من الرئيس الكوري (مون جاي- إن) لسمو الأمير. وهذا النعت كان وما زال وسيظل -بإذن الله- الوصف الدقيق - في نظري - لبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية.
بصدق ما أجمل الاعتراف بالفضل لأهل الفضل بعد فضل الله عز وجل، وما أقبح نكران الجميل والمعروف حتى ولو كان قليلاً، ومنكره قريباً منا وتربطنا به وشائج وصلات وعلاقات من دين ورحم ولغة وتاريخ وجغرافيا ومصالح مشتركة.
هذا المواطن الكوري الذي يختلف معنا في كل شيء إلا (الإنسانية) - يختلف عنا في ديننا، أصولنا، ثقافتنا، معادلاتنا وأولوياتنا في الحياة وما بعد الممات - ورغم ما وصل له من مناصب وما حصل عليه من شهادات، إلا أنه ما زال محتفظاً بالذكريات الجميلة عنا وحافظاً لبلادنا ما نال من خيراتها قبل 36 عاماً حين كان عمره 20 سنة فقط.
نعم إننا أرض الأمل:
- فكم على ثرى هذه الأرض الطيبة مشى أناس من مختلف الدول والأجناس، الأعراق والثقافات، اللغات واللهجات، المذاهب والديانات وكان له من خير هذه البلاد الطيبة المباركة نصيب قل منه أو كثر.
- وكم لقيادتنا الحكيمة من وقفات ومساعدات أعادت لبلاد عربية وإسلامية ودولية بسمة الأمل من جديد، ليس في باب الاقتصاد فحسب بل الفكر والعقيدة والسياسة والاجتماع والصحة والخدمات والإعلام والعلاقات.
- وكما كنّا في السابق، فنحن اليوم كذلك، وسنظل كما نحن في المستقبل القريب منه والبعيد -بإذن الله- قيادة وشعباً وأرضاً.
- لدينا بلد الله الحرام، مهبط الوحي، الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم أجمعين، فيه تُسكب العبرات، وعنده تُرفع الأكف الضارعات لعل الله أن يحقق الأمل لكل سائل.
- من هنا - أرض المملكة العربية السعودية - انطلقت عملية إعادة الأمل لليمن السعيد، فكان لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دوره الرئيس في الإيواء والغذاء والدواء.
- ومن هنا كانت الانطلاقة العالمية الأولى لإغاثة المنكوبين جراء الزلزال الذي وقع الاثنين قبل الماضي في الشمال السوري والجنوبي التركي، حيث وجَّه مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسيدي السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مركزَ الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي وتنظيم حملة شعبية عبر منصة «ساهم» لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.
- وقد أكد المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، أن المساعدات المقدمة تأتي انطلاقًا من حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، على الوقوف إلى جانب المتضررين من أبناء الشعبين السوري والتركي والتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي تسبب في خسائر فادحة بالأرواح والممتلكات في سوريا وتركيا. وأوضح، أنه سيجري بموجب التوجيه الكريم تقديم مساعدات غذائية وإيوائية وطبية متنوعة دعمًا لجهود الإنقاذ وإغاثة المنكوبين، مقدمًا شكره الجزيل لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، على مواقفهم النبيلة غير المستغربة التي تأتي امتدادًا للدور الإنساني للمملكة العربية السعودية بالوقوف مع المتضررين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم بمختلف الأزمات والمحن.
- وإلى هنا - السعودية العظمى - تتوجه أنظار عقلاء بيتنا الخليجي، ومحيطنا العربي، وعالمنا الإسلامي لعل الله عز وجل يجعل في ساسته وقادته وحدة الأمتين، وسلام وأمن المنطقة وحماية أرضها وأهلها.
فاللهم احفظ عقيدتنا واحمِ بلادنا وأدم عزنا ووفق قادتنا وانصر جنودنا واحرس حدودنا واجعلنا كما نحن اليوم ومن قبل شعبًا متكاتفًا متعاونًا متحابًا متوحدًا يقف صفاً متراصاً خلف قيادته، يصنع المعروف ويعين على نوائب الدهر ويجدد في النفوس الأمل،، ودمت عزيزاً يا وطني،، وإلى لقاء،، والسلام.