يعتبر التنمر المدرسي ظاهرة تعاني منها المدارس في كل أنحاء العالم، وقد ظهر التنمر بشكل واضح مما يشير إلى وجود مشكلة متزايدة لها آثارها على المجتمع والتعليم خصوصاً داخل المدرسة بشكل عام وفي الفصول الدراسية بشكل خاص، فالقيام بسلوكيات تنمرية تجاه الآخرين وسلوكيات التلاميذ السلبية أصبحت من الظواهر التي يواجهها المعلم ما تسببت في قلة انتباه التلاميذ والانشغال بسلوكيات تخريبية مزعجة تسبب في ضياع الكثير من وقت التعليم، وتسبب انهماك المعلم في محاولة منع هذا العمل مستخدماً طرقاً تضر بسير الهدف الرئيسي وهو التعليم، حيث إن التنمر يمكن أن يؤدي إلى أشكال مشوهة من العلاقات ويفرز شخصيات مضطربة، وهو الأمر الذي يؤدي إلى إعادة إنتاج التنمر سواء في داخل المدرسة أو خارجها، لأنها عوامل مؤثرة على الأجيال، لذا يعتبر التنمر سلوكا عدائيا خطيرا يمكن أن يكون سلوكا لفظيا أو عنفا أو تمييزا عرقيا أو أيا من أشكال التمييز ضد أي شخص.
وليس من اليسير أن يتسرب التنمر إلى داخل أسوار المدارس التي هي بمثابة أماكن للتربية والتعليم وغرس القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، لكن الواقع يشهد أن ظاهرة التنمر تفشت وانتشرت في مدارس العالم من خلال الاعتداءات المستمرة خصوصاً من التلاميذ على بعضهم بعضا.
إن التنمر المدرسي في العالم له آثار مدمرة على تكوين شخصية الطلاب والطالبات، حيث يعمل على هدم وتشويه الشخصية، ويساهم في تعطيل التفكير لديهم خصوصاً في المراحل الابتدائية التي هي إحدى مراحل تكون الشخصية، إضافة إلى أن كل مراحل الدراسة تعتبر مهمة في تكوين قدرات الطلاب والطالبات إلا أن التنمر في المرحلة الابتدائية مؤثر بشكل أكبر.لأن المدرسة المكان الثاني بعد البيت من حيث التأثير في تربية الطفل، وتعود أهميتها لما تقوم به من عملية تربوية مهمة في التكوين العلمي ورسم الشخصيات لدى النشء، حيث إن مهمة المدرسة أن تستقبل الأطفال في سن مبكرة فتكون بذلك المحطة الأولى للتعامل معهم بعد الأسرة مباشرة، مما يجعلها مكانا مهما لصناعة الشخصيات يمكنها من خلال اكتشاف قدرات الأبناء، واكتشاف الميول في شخصياتهم خصوصاً المرحلة الابتدائية.
لذا يجب التركيز على سلوكيات النشء فهم طاقة حيوية متدفقة لها القدرة على رسم ملامح المجتمع، إذ تستطيع المدرسة غرس الاتجاهات، الإيجابية لتجعل منه شخصاً اجتماعياً متعاوناً محباً للآخرين.
من العادة أن يكون المتنمر قد تعرض لحالة من التنمر خلال فترة من فترات حياته، أو رغبة بعض المراهقين التنمر كتعويض عن سلوك يعيشونه في منازلهم، وبعض المتنمر عليهم تسوء حالته النفسية ويلجأ إلى العزلة والنوم أو اضطراب الشهية عن الطعام ويصبح أكثر عدوانية في المنزل ويكون غير ملتزم، لذا وجب معالجة هذا السلوك.
حتماً إن المراهق الذي يتعرّض للتنمر قد يعاني من مشاكل اجتماعيّة تقوده للعزلة وعدم حضور المناسبات العائلية أو غيرها من المناسبات المتعلقة بالمجتمع المحيط، كما أنها تؤثر على المستوى العلمي والدراسي وبالتالي تؤثر على مستقبله العلمي والمهني.
إن دور المدرسة والعائلة كبير في محاربة هذا السلوك الخطير خصوصاً بيئة المدرسة التي لا تسمح بالتنمر وتجرمه في قوانينها وتفعل مكافحته إذ حتماً ستكون مخرجات طلابها العلمية مميزة مقارنة ببعض المدارس التي لا يوجد فيها توعية بهذا السلوك الخطير.