م. بدر بن ناصر الحمدان
هناك نوعٌ من القياديين يشعرك بالحياة، يدفع بك لعشق العمل معه كونه إنساناً لبِقاً، وحاضراً، ومُتفاعلاً، وواضحاً، ومنظّماً، ومُقدَّراً، وشاكراً، وصاحب قرار، ولدية مخزون من الخبرة العملية، والتجربة الإدارية، ودراية بتفاصيل الأمور، وفوق ذلك كله يمتلك «خارطة طريق»، ويعلم إلى أين هو ذاهب.
القائد الإداري الذي ينتمي لهذه الفئة المتقدمة عملياً عادة ما يتحلى بصفة الاحترام الكامل لأفراد فريقه الذي يعمل تحت إدارته ويتقن جيداً المسافة بين هذا الاحترام وبين انضباطية المهام والمسؤوليات وآداء الواجبات من خلال معادلة متوازنة، إذ لا يمكن أن ينجح أي قيادي في مهمته - مهما كانت قدراته - دون قدر كافٍ من تقدير أولئك الذين يعملون معه.
جرّب أن تُشجع أحدهم، وتمنحه المساحة الكافية للعمل، وارسم الطريق أمامه، ثم ادعمه، وحفّزه، واصبر على تعليمه وتدريبه، وتحمَّل أخطاء بداياته، وقدّمه مكانك، وامتدحه أمام الآخرين، واغرس بداخله الطموح، وادفع به إلى الأمام، وحينها سيفاجئك بعمل كبير، وقدرات مُذهلة جداً لم تكن تتوقعها.
فن إدارة المعنويات أحد أهم سمات القياديين الذين يمتلكون الخبرة والتجربة والقدرة على العمل بروح الفريق، وفوق ذلك الثقة بالنفس، والإيمان باستحقاقات كل فرد ينتمي لمنظومة العمل مهما كان دوره، وفي أي مستوى وظيفي كان.
صناعة الآخرين، دورة حياة كاملة، ومنظومة من القِيم والأخلاق والمبادئ قد تصنعها «رسالة واحدة».