صيغة الشمري
فاجعة السابع من فبراير لم تقتصر ارتداداتها على الجغرافيا التركية والسورية، بل طالت قلوبنا وزلزلتها من هول المصيبة وحجم الدمار والخسائر التي وصلت لأكثر من 23 ألف وفاة وآلاف المصابين والمفقودين والأسر المشردة والنازحة والمكلومة، زلزال تركيا وسوريا وحّد الألم حول العالم، فتداعت الدول من كل حدب وصوب لإغاثة المنكوبين والتخفيف من تداعيات الكارثة التي لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ قرن من الزمان، فكانت السعودية سبّاقة كعادتها في العطاء والإنسانية، وبتوجيهات مباشرة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد سيّر مركز الملك سلمان للإغاثة جسراً جوياً من المساعدات الصحية والإيوائية والغذائية واللوجستية لتخفيف آثار الزلزال، ونظّم حملة شعبية عبر منصة ساهم لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا. إنها اليد السعودية التي تمتد حيثما احتاجت الإنسانية إليها، دون طلب أو استئذان أو تأخير، فالقيادة السعودية تحرص على الوقوف مع المحتاجين والمنكوبين والمكلومين في كل بقعة من هذه الأرض دون تمييز أو تفريق أو تسييس.
لكن للأسف ثمة من أطل بلسانه القبيح من فوق الأنقاض مستغلاً الكارثة الإنسانية ليبث سمومه ويتطاول على بلاد العطاء والسخاء متهماً إياها بالتقصير، ولا نفهم كيف يجد هؤلاء وقتاً وسط هذا الدمار والدموع والآلام والصدمة لاختلاق الأكاذيب وتلفيق التهم وتشويه جهود الإغاثة السعودية التي لا ترجو ثناءً منها أو مقابلاً لها، لكنه الواجب الإنساني والأخلاق الإسلامية والقيم السعودية العربية الضاربة جذورها في التاريخ.
هذه الافتراءات التي تسعى لإخفاء شمس الحقيقة بغربال الكذب -وخاب مسعاهم-، لا تساوي عند السعودية جناح بعوضة، ولطالما ترفعت المملكة عنها وتجاهلت مطلقيها، ولم ولن ينجح نباح كلابهم يوماً في منع القوافل السعودية من المضي في طريقها والتقدم نحو أهدافها السامية، قوافل لم تتوقف لتنطلق اليوم وجسر العطاء لم ينقطع يوماً والمستضعفون في الأرض شهداء أمام الله والإنسانية على هذا الخير الموصول.
من هنا أطلق دعوة لكل السعوديين بالمساهمة في دعم جهود الإغاثة السعودية عبر التبرع لمنصة «ساهم» رغم قناعتي أن الشعب السعودي لا ينتظر دعوة أو نداءً لتقديم العون لمن يحتاجه فهم ورثة رسالة «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، فالمصاب واحد والهم واحد والفقد واحد والرجاء واحد والدعاء واحد.. والحمد لله على نعمة السعودية.