رشيد بن عبدالرحمن الرشيد
غيث من الشعر هطل في مركز الملك خالد الحضاري عطر المكان وأطرب الأذان.. في أمسية شعرية فارسها أمير الشعر ومهندسه الأمير بدر بن عبدالمحسن.. إذا نثر إبداعه تعطلت لغة الكلام وجاء فن الإنصات.. شاعر أبحر في حب وطنه ومليكه (سلمان) سلمه الله، فجأت قصيدته:
يادار ياللي داخل القلب رسمك
وقصيد فرسانك وسيرة قبايلك
وكحل العيون اللي بها شع نجمك
ولون الخضاب اللي تضمه أناملك
إلى أن قال:
سلمان واختر وش تبي اليوم قسمك
من الفخر و المجد واختر منازلك
الملك يزهى لي ذكر قبل اسمك
والا انت ما تسبقك الألقاب والملك
أما قصيدته التي وسمت (جمرة هل العوجا) والتي تحدثت عن استهداف المملكة من قبل أفراد وجهات مختلفة فبدأها قائلاً:
مانيب عن هرج المعادين نشَّاد
عجاجةٍ جانا المطر من وراها
وان جدّد الظالم مزاعمه وش عاد؟!
هذا هوى نفسه وهذا جداها
إلى أن قال مخاطباً ولي العهد حفظه الله:
يا محمدٍ حييت يا نسل الأمجاد
جمرة هل العوجاء وشعلة ضياها
يا محمدٍ حيّيت من روس الأشهاد
بقولها وأفرح بردّت صدها
حنّا نشوف الصبح من قبل ينقاد
في مفرقك والشمس غضٍ سناها
أما قصيدته الجديدة عن (الدنيا) فجأت مليئة بالحكمة والدهشة وفيها إشارات إلى تقلبها فقال البدر:
اطول من الدنيا.. رجانا فهلها
وأكثر من حلوم الليالي المواعيد
واجمل من الفرحة.. رضانا بجلها
ما كل يومن للفرح.. والنصر عيد
الله يجازي النفس.. ما كثر جهلها
ترجي القريب اللي.. على مثلها بعيد
وختمها الأمير بدر بثلاثة أبيات جزلة قال فيها:
دنياك جنة.. للذي ما جعلها
له رأس مال.. وما كسبها مناقيد
يرضى الحليم من الحوادث جللها
لو طوحت بالصوت منها المقاريد
كم مجهدٍ له غاية ما وصلها
حنا نريد وحكمة الخالق تريد
استمر البدر ينثر إبداعه بألوان شتى كألوان الطيف ونسمة الورد ورحيق الزهر.. حضر الغزل والبوح فكان بصوت البدر شجياً.. شاعر أعطى بالفصيح والشعبي والشعر المغنى لاسيما في عناق الوطن الغالي فكانت وسم للوطن والفخر به
((من محيط الأمسية))
جاءت هذه الأمسية بدعوة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل أمير الفكر لتستمع القصيم رجالاً و نساءً بجواهر الشعر وعذب القصيد من أمير الشعر بدر بن عبدالمحسن حضور كبير غصت بهم القاعة متذوق ومتعطش لإبداع الكبار بحجم البدر «أشار البدر في مقدمة الأمسية الى أن القصيم حديقة نجد.. وأنه عرفها من خلال الشعراء محمد بن عبدالله القاضي ومحمد العوني.. ومن خلال العلماء محمد السبيل ومحمد بن صالح العثيمين وإن أهلها خير سفراء لبلادهم ..وبدأها قائلاً: سأجعل أمسيتكم هذه الأجمل بوجودكم.. والأغلى بوجودي فيها وهذه رسالة بقمة التواضع من شاعر القمة «سلامة الزيد الإعلامي القدير أعطى إطلالة عن سيرة الإبداع وحكاية التميز لهذا البدر «بعض شعراء المنطقة كتبوا مشاعرهم بهذه المناسبة فجاءت عقد من الترحيب والمحبة و بوح صادق ووسام محبة.. قوبلت بالشكر و التقدير من فارس الأمسية
«الختام كان (فوق هام السحب) وتكريم الأمير فيصل لشاعر الوطن البدر الأمير الغالي.