ما يترتب على فعل الطبيب إذا اجتهد وأخطأ
* هل على الطبيب ضمان فيما يجتهد فيه ويخطئ، كأن يقرر للمريض علاجًا معينًا فيتسبب ذلك العلاج في مضاعفات وأضرار تلحق بالمريض؟
- إذا كان الطبيب ماهرًا مشهودًا له بالخبرة من قِبل أهل الفن فإنه لا يلزمه شيء إذا اجتهد ولم يتعدَّ ولم يفرِّط، ولا ضمان عليه، وأخطاؤه تكون من بيت المال.
* * *
الفرق بين التورية والكذب
* ما الفرق بين التورية والكذب، حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أطلق على التورية كذبًا حين قال: «لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات» (البخاري: 5084)؟
- كلاهما قول مخالف للواقع، وهذا حد الكذب في اللغة: ما يخالف الواقع، إلا أن الكذب لا مصلحة فيه، وهو صريح في مخالفة الواقع، ولا وجه له يمكن أن يُحمل عليه، وأما التورية فلها وجه صحيح تُطابق فيه الواقع، وإن كان ظاهرها مخالفة الواقع، فإبراهيم -عليه السلام- حينما قال هذه الثلاث، فقال: «هذه أختي» يعني سارة، وهي في الحقيقة زوجته؛ ليتخلص من الظالم الذي أمامه، الذي يغتصب الزوجات، فهي أخته في دينه من هذه الحيثية، وهو مطابق للواقع، وباعتبارها زوجته أُطلق عليها كذب، وهي في الحقيقة تورية، والكذب الذي جاءت النصوص بتحريمه والتحذير منه لا يمكن أن يُحمل على وجه صحيح، بينما التورية لها وجه صحيح يمكن أن تُحمل عليه، وإن كان ظاهرها مخالفة الواقع، وقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ}، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ}، كلها في ذات الله، يريد التخلص بقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} مما هو أعظم من ذلك من خروجه معهم إلى أصنامهم، وفي ذلك مندوحة عن الكذب الصريح، والله أعلم.
* * *
بقاء الأقساط الربوية في ذمة التائب من الربا
* رجل اشترى سيارته بالربا، ثم تاب إلى الله وندم على فعله، فماذا عليه أن يفعل في سيارته، علمًا بأنه لا يزال يُسدد أقساطها الشهرية؟
- إن استطاع ألا يدفع أكثر مما أَخذ لزمه ذلك؛ لأن القدر الزائد ربا -على حسب سؤاله-، فإن استطاع ألا يُعطي أكثر مما أخذ لزمه ذلك؛ لأن الله لعن آكل الربا وموكِلَه، فلا يجوز له أن يدفع، كما أن المُرابي لا يجوز له أن يأخذ، فكلاهما ملعون، لكن الذي لا يستطيع وأُلزم بالدفع فإنه حينئذٍ يكون مكرهًا، ولا شيء عليه، والتوبة تجُبُّ ما قبلها.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-