سلطان مصلح مسلط الحارثي
يا لهذا النادي الذي لا ينكسر، ولا يرتضي السقوط.. هامته عالية.. لا ينحني للعواصف.. ولا يعترف بالظروف.. ولد شامخاً.. وبقي على مر العصور شامخاً، لا يقبل بالخسارة، حتى وإن تُرك «وحيداً» في مواجهة كل الظروف القاسية، وإن خُذل ممن كان يفترض دعمه حتى ولو معنوياً.. يقف دائماً ليؤكد للجميع، أن هذا النادي لا يشابهه أحد، ولا يشابه أحدًا، فهو الفريق الآسيوي «الوحيد» الذي باستطاعته التغلب على كل الظروف، والاتجاه نحو القمة، ليمثل نفسه خير تمثيل، ويمثل وطنًا لا يقبل إلا أن يكون في القمة.
هذا هو فريق الهلال السعودي.. نادي القرن.. والزعيم العالمي.. المتوج بالأفضلية المطلقة على المستوى الآسيوي.. وسفير الكرتين السعودية والآسيوية المعتمد في المحافل العالمية، لا نقول ذلك من باب العواطف كما يفعل غيرنا، ولكن هذه هي الحقيقة التي شهد بها ألد خصوم الهلال وأشد كارهيه.
نادٍ عظيم.. نادٍ مفخرة.. نادٍ يرفع الرأس.. نادٍ يشرف.. نادٍ سعودي بقيمة أوروبية، تستطيع أن تراهن عليه في أي وقت وتحت أي ظرف، نادٍ تمر عليه ظروف مثل البقية، ولكنه يختلف عن البقية بهيبته وكبريائه وشخصيته وقيمته الكبيرة.
مساء يوم السبت الماضي، انتظر المحبون رؤية الهلال، ليشع نوره في سماء العالم، واثقين في هلالهم رغم كل الظروف، بينما انتظر من يكرهه سقوطه، ولكن هيهات هيهات، فهذا الهلال كالقمر في منتصف الشهر، لا يُحجب وقت الرؤية، ويُرى في كل مكان.
مساء السبت، كان هلال الوطن مثقلاً بالظروف التي توالت عليه.. منع من تسجيل لاعبين جدد، وإصابات أنكهت جسده، وإرهاق كبير وواضح، ويلعب خارج الديار، وسط حضور جماهيري مهيب قُدِّر بحوالي 50 ألف مشجع، وفوق كل تلك الظروف، ذهب لكأس العالم «وحيداً»، دون معين، ودون أي دعم، وبالرغم من ذلك، ولأنه الزعيم الذي لا يرضى بالانكسار، ولا يعترف بالجراح، وقف شامخاً أمام فريق الوداد المغربي، وسطر «ملحمة» عالمية ستبقى خالدة.
مساء السبت، انتصر الزعيم العالمي على فريق الواد المغربي بغياب قائده الروحي والفني سلمان الفرج، وغياب ظهيره الأيسر النجم المبدع ياسر الشهراني، وغياب الظهير الأيمن وبديل الظهير الأيسر الأول محمد البريك، وغياب بديله حمد اليامي، وغياب المحور عبدالإله المالكي، وقبل المباراة بيومين، يُصاب نجمه الدولي المؤثر كاريلو، ويغيب عن المباراة 80 دقيقة، ليدخل وبعد دقائق يخرج مصاباً!! وقبله يُطرد لاعبه محمد كنو!!
كل تلك الظروف الصعبة بل القاسية، لم تكسر الزعيم، ولم تحد من طموحه، ووقف بكل كبرياء، وقال للجميع، أنا الزعيم، رغم كل الظروف، ليضرب موعداً جديداً مع فريق فلامنجو البرازيلي، بالظروف نفسها التي ذكرناها سابقاً، وبالغيابات السابقة نفسها، ويقدم واحدة من أعظم مبارياته، ويرد اعتباره، وينتصر بثلاثية على واحد من أعظم الفرق البرازيلية بل العالمية، ويقول للعالم أجمع، لا ظروف تمنع هذا الزعيم من التجلي، والتواجد في المنصات، ورفع راية التوحيد، ليلتقي السبت في نهائي كأس العالم مع فريق ريال مدريد الإسباني، وهذه المباراة سيلعبها الزعيم العالمي باستمتاع كبير، فقد وصل للغاية، ووصل للمنصة العالمية عن كل جدارة واستحقاق، فهو غير مطالب بتحقيق اللقب العالمي وسط كل تلك الظروف، بل مطالب بالاستمتاع وإمتاع محبيه في كل مكان، فإن تحقق اللقب العالمي، فهو اللقب الوحيد الذي لم يدخل خزائن النادي، وإن لم يتحقق، فإن الوصول لمنصة البطولات العالمية، وتحقيق الوصافة، يعتبر إضافة جديدة للكرة السعودية، وسيكون شاهداً على تميز وتفرد الزعيم العالمي.
تحت السطر:.
_ شكراً لإدارة الاستثنائي الأستاذ فهد بن سعد بن نافل على كل ما قدمه لرياضة الوطن من خلال نادي الهلال، فقد نجح وأثبت نجاحه خلال الفترة الأولى من رئاسته، والأماني أن يستمر فترة ثانية، بل جميع الهلاليين يطالبون باستمراره.
_ رامون دياز مدرب فريق الهلال، قاد فريقه في مباراة فلامنجو بكل اقتدار، ونجح في المهمة الأكبر.. نعم انتقدناه سابقاً في أخطاء كبيرة وواضحة، ولكنه يبقى مدربًا كبيرًا، متى كان حاضراً بشخصيته وقيمته التدريبية الكبيرة.
_ فييتو قدم أمام فلامنجو ما لم يقدم في حياته الرياضية، فقد قاد فريقه للانتصار بعد أن تسبب في ركلتي الجزاء الهلالية، وطُرد بسببه لاعب فلامنجو، وختم تميزه بتسجيل الهدف الثالث.
_ سالم الدوسري نجم أسطوري، حفر اسمه في ذاكرة المتلقي الرياضي، وكتب اسمه بمداد من ذهب.
_ لله درك يا هذا الهلال.. لله درك يا عظيم.. لله درك يا كبير آسيا وسيدها الأول، فقد استطعت رغم كل الظروف من إسكات الشامتين المتربصين بك، والذين ينتهزون الفرص للتقليل من قيمتك التي لا يعرفها إلا رياضي متصالح مع نفسه، لا تقوده الأهواء والميول والعواطف.
نقطة تأمل:
يقول الزميل الإعلامي الكبير سعود العتيبي في مقطوعة جميلة جداً لا يتقنها إلا إعلامي بقيمة وقامة الأستاذ سعود «الهلال عظيم القارتين، وزعيم ما بين المحيطين، جمال ينثال على السفوح والقمم، وفريق يختال بالأمجاد بين الأمم، الكبرياء سمته، الفوز أبجديته، البطولات لغته، والكلمة كلمته، والملتقيات العالمية ساحته، خضعت الأندية لهيبته طوعاً وكرهاً، وغنت الدنيا نشيده طرباً وزهواً، يحيا الهلال ..يحيا الهلال».