خالد بن حمد المالك
أسعدني تسمية أحد شوارع الرياض باسم الزميل تركي العبدالله السديري رحمه الله، وسعادتي تأتي من تثميني لدور تركي في خدمة مدينة الرياض بدفق قلمه, ونبض قلبه, حباً واهتماماً للمدينة الجميلة التي عشقها، ومنحها من جهده وعمله إعلامياً ووطنياً، ووظّف الصحيفة التي كان يرأس تحريرها وتأخذ من اسم المدينة اسماً لها لمتابعة كل حراك فيها, وكل منجز تم بالتحليل والقراءة، بما استحق عليها أن يطلق اسمه على أحد شوارعها.
* *
صحيح أن هذا التكريم جاء متأخراً، وأنه لم يقر إلا بعد سنوات على وفاته، لكن الصحيح أن التكريم هو التكريم، للأحياء والأموات، وإن كان تأثيره بالمكرَّم أكبر حين يتحقق وهو حي يرزق، وهذا ما كنا نتمناه من تكريم لتركي السديري، الذي كان يستحق التكريم مبكراً، ليشعر بقيمة عمله، وتثمين جهده، وهو حي يرزق.
* *
ومثل هذا التكريم يحفّز المكرَّم، ويمتد التحفيز إلى غيره ممن يستحقون التكريم، ويلقي بظلاله على كل مواطن يعمل من أجل خدمة وطنه، وبالتالي يكون تكريمه مبادرة مستحقة، تثميناً للعطاءات الكبيرة، والأعمال المهمة التي كانت لها دلالاتها في تعزيز مكانة الوطن، والذب عنه في كل محفل وميدان ومناسبة.
* *
كنت في مقالي التأبيني في وفاة الزميل تركي السديري الذي نشر في صحيفة الجزيرة يوم الاثنين 15 مايو 2017 بعنوان (يا رفيق العمر) قد طالبت بتسمية شارع من شوارع الرياض باسم تركي، وقلت نصاً (ما أحرى بسمو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أن يسمي شارعاً في الرياض باسم تركي العبدالله السديري الذي خدم العاصمة بقلمه وصحيفته نصف قرن من الزمان) ليأتي أخيراً تسمية شارع باسمه ليكون مصدر فرح لكل من نادى بتكريمه، وتثمين عطاءاته الإعلامية.
* *
لقد اعتادت القيادة على تكريم الرواد والمبرِّزين وكل من قدم عملاً له دلالاته الوطنية المخلصة، وما تكريم تركي إلا واحداً من آلاف الفرص التكريمية التي اعتاد عليها المواطنون من قيادتهم، والتكريم ينم عن محبة وتقدير، ويذهب إلى التنوع والمستويات بحسب الحالة والمنجز والعمل الذي يكرَّم عليه المواطن، لكن بصرف النظر عن هذا التدرج في المستوى والنوع، هي لفتة كريمة من قيادتنا في تحفيز المواطن على العمل الخلاق، وتكريمه بما يستحق.
* *
شكراً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، شكراً لأمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر، ورحم الله الزميل والصديق والأخ تركي العبدالله السديري.