د.عبدالعزيز الجار الله
صور مؤلمة ومحزنة لكارثة زلزال تركيا وسورية فبراير 2023 والذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية. رحم الله الأموات وعجَّل بشفاء المصابين. هذه الصور كما يقول بعض علماء الجيولوجيا ربما ستتكرر كل (20) سنة في تركيا لأن تركيا يحاصرها الحزام الزلزالي (الصدع) من جميع الجهات، والذي ينطلق بالنسبة للمنطقة من:
البحر الأحمر مارًا ببلاد الشام (سورية وفلسطين الأردن ولبنان)، وبمحاذاة البحر الأبيض المتوسط، ثم جنوب وشرق وشمال ثم غرب تركيا لتطويقها، إضافة إلى ما يحدثه تحرك اصطدام الصفائح:
الصفيحة التركية (الآسيوية والأوربية) في البحر الأبيض المتوسط، والصفيحة الإفريقية وصفيحة الجزيرة العربية، لتكون تركيا تحت تأثير تقاطع وتحرك الصفائح الثلاث أشبه بحيز لتصادم الصفائح.
يذكر العديد من الجيولوجيين أن تركيا ستتقارب هزاتها الزلزالية ربما كل 20 سنة حسبت من:
عام 1939 (30) ألف قتيل، ثم هزات غير مدمرة، تلاها زلزال 1999 (17) ألف قتيل، وأخيراً زلزال 2023 .
لذا لابد من (كود) بناء مقاوم للهزات كما في اليابان وهي أرخبيل يطفو على حزام زلزالي يضربها دائمًا، أما استمرار البناء المعماري في تركيا وسورية بأسلوب البناء الحالي نفسه فإن هزة (5) درجات ستكون مدمرة، وهذا قد يشمل كل الدول التي تقع قريبة من حزام الشرق الأوسط الزلزالي:
دول بلاد الشام والخليج العربي، والشمال الإفريقي وإيران وتركيا وقبرص واليونان، أي مجموعة دول غربي آسيا، وشرقي المتوسط، والشمال الإفريقي.
غياب كل من:
- الهلال الأحمر للدول الإسلامية في المشاركة بعمليات الإنقاذ لمن هم محاصرين تحت الأنقاض والمباني المهدمة في سورية وتركيا.
- غياب الجامعة العربية عن عمليات المساعدة في شمال سوريا وتحديدًا في المناطق الخاضعة للمعارضة السورية بعد إغلاق المنفذ الوحيد لها مع تركيا، في حين فتحت جميع المطارات والمواني لمناطق النظام، وقد وصلها مساعدات دولية عبر الطائرات ومساعدات طبية وفرق الإنقاذ، لكنها لا تمرر إلى مناطق المعارضة رغم أنها أعمال إنسانية.
رغم كارثية زلزال تركيا وسورية إلا أن ضوءًا ضعيفًا قد يكون بارقة أمل في أن تخمد نار الحروب في المنطقة، لتنشغل سورية بمشكلاتها الداخلية، تبدأ الاتصالات والمشاورات بين الدول من أجل الأعمال الإنسانية وتضميد جراح القتل والفقدان، كما أن تركيا تتحول إلى مفتاح لاستقرار المنطقة والمساعدات.