علي الزهراني (السعلي)
بعض الصدف ثقافة كيف؟! نعم ثقافة، أحايين كثيرة تقف الصدفة والصدفة وحدها في طريقنا، وتصبح ملاذا وملجأ من عثرات الحياة، مطبات الأحزان، جبال الهم، من ثلوج في برد قاص، وريح تأخذ في طريقها كل شيء لا تبقي ولا تذر، من كتمة تحسّها في صدرك، من دمعة حائرة بين الرمش والجفن بالكاد تسقط…
بعض الصدف رحمة، بعض الصدف حياة، بعض الصدف أمن وأمان، بعض الصدف ثقافة وأدب وفكر وفلسفة…وبعضها…
كنت في أمسية بأحد الأندية الأدبية قبل فترة قصيرة جمعت بين فنين من أجمل الفنون، تلك هي مختصر تلك المسامرة إن شئتم في تلك الليلة، الأمسية تحدث ضيفها عن المسرح في الشِعْر والشعر في المسرح، الحقيقة كان ذاك الضيف جيدا في طرح أفكاره منذ قراءة ورقته الأولى حتى عندما ختمها بقليل من شعر مسرحي، وكان مدير الحوار جيدا في ذكر أسئلة تستفز الضيف والذي واضح أنه مدجج بالثقافة والفكر…
إلى هنا جيد، والحضور مقنع كعادة ذلك المنتدى وأمسياته، إلى أن فتح المجال عريف الأمسية أوالمسامرة الثقافية في ذاك النادي المجال للمداخلات وليته لم يفعل.. لماذا؟ طيب انتظروني حتى أكمل!
بدأ الأول مداخلة عادية لكنه اختصر ولم يجعلنا نمَلّ المهم والثاني كان واضحا أنه أتى لأمسية أخرى، وبالخطأ دخل معنا يستمع لا والمصيبة يتداخل هذا الشخص التقيته صدفة في المصعد له حكاية نترك في الختام، وهنا نقف صدفة مع ذاك الثالث تفلسف تثقف تحدث كثيرا وكأنها محاضرة ملِّ ومللنا، وكدت آخذ اللاقط منه عنوة لولا أنه أنهى حديثه المتشعب الخارج عن الأمسية، وحين تحدث مدير الأمسية المثقف جدا ورد عليه وجاء صاحبنا المتفلسف، ليكمل محاضرته أقصد مداخلته ومدير الأمسية من جمال أخلاقه تركه كان يتحدث حول نقطة هو لم يفهمها طيب وما ذنبنا نحن ضيّع علينا فرصة المداخلة لأن الضيف والمضيف ملّوا ومللنا…
تكرّم الضيف والمضيف بعد أن اقتنيت كتب الضيف المبدع ياسر مدخلي وسلّمتُ على مدير الأمسية الجميل خالد الكديسي، شكرت أدبي جدة ورئيس منتدى عبقر الشاعر عبد العزيز الشريف لحظة نسيت صاحبنا ذاك الذي قابلته مغادرا في المصعد قال: الأمسية ليست سيئة لكن مستوى أقل من المتوسط.. ضحكت بملء فيّ وغادرنا النادي وأنا أقول: فعلا بعض الصدف ثقافة وبعضها أدب وبعضها رحمة،وبعضها…
سطر وفاصلة
بعض الصدف رحمة
أين تكمن تلك اللحمة
؟!
أين من غازل حرفي وغادر
أين محطتي التي سافرت
للحظة!
أبصرت من بوابة سطري
بعض أنّاتي آهاتي أحلامي
من طي شُرْفه
أين ذاك الكحل الذي سرقتي
وعاتبني وأخذني للغمام
وأسقطني برجفة!
عادت كل أمنياتي أن أمضي
وتمضي ويتحرك سيري
هكذا صدفة وفجأة