رمضان جريدي العنزي
الضحك شيء محبب للنفس، كونه يجلب لها السرور والحبور، ويساعد على تحمّل الأعباء والمتاعب اليومية والضغوط النفسية التي يتعرّض لها الإنسان في حياته، والضحك له فوائد كثيرة، فهو يساعد على إزالة القلق والتوتر والاكتئاب والأرق، وهذا النوع من الضحك محبب ومقبول وله فوائد صحية ونفسية جمَّة، أما الضحك على الذقون فهو عملية خبيثة مقزِّزة وبشعة وإن تعددت أشكالها وألوانها ومخرجاتها، أصحابها دجالون يتسترون بعباءة التقية والمزاعم الباطلة والكلام المعسول. إن الضحك على الذقون مثل ذر الرماد على العيون، وكلها مسرحيات عبثية خادعة. إن أصحاب الضحك على الذقون يمارسون الحيل والخدع لتمرير مبتغياتهم ومراداتهم الشخصية الخاصة، والوصول لتحقيق أطماعهم وأحلامهم وأمانيهم، وفق كلام هزلي، وطرح واهن، وطنطنة مزعجة، الأدهى والأمر ما يحدث في بعض المجالس والمناسبات عطفاً على ما يجري في السوشال ميديا من كذب مكشوف، وطرح هش، وفلسفة قاصرة، وبذاءة واضحة، وأعمال فاضحة، إنهم يموّهون ويغالطون، ويلبسون الحق بالباطل. إن تزييف الحقائق، وممارسة التضليل، وقلب الحقائق، والتناقض بين الأقوال والأفعال، والتزييف في النقل والرواية، يعد عملاً ينافي الأخلاق والأمانة وتعاليم الدين الحنيف، ما أقبح هذا النوع من الضحك، وما أردى فاعليه، كونه ميولاً وانحرافاً عن الصراط السوي، والاعتدال القويم. إن الإنسان الذي يمارس الخداع ويتخذ منه مطية للوصول لأهدافه الشخصية يعد رديئاً، كون الكذب والخداع والتملّق والضحك على الذقون أصبح سجيته وطبيعته ومنهاج حياته. إن الذين يضحكون على الذقون يمارسون الإحياء المنافي للحقيقة والصراحة، بالتأكيد يملك هؤلاء المهارة والقدرة على الطرح المبني على التشويش والإثارة والتناقض العجيب، لكنهم يبتعدون تماماً عن قول الحقيقة ومقتضيات الحال والواقع. إن الإسراف في الضحك على الذقون بحجج الوصول لأهداف معينة كالشهرة مثلاً يعد خرقاً فاضحاً لقوانين الإنسانية، وبهاء الحياة النقية، من هنا ينبغي على هؤلاء العودة إلى العقل والرشد وتفعيل البصيرة، لأن (الضحك على الذقون لا يشبع البطون)، ولأنه عمل فاشل يؤدي للرسوب الكبير، ويفتقر لعوامل النجاح السليم، ويبعد عن مرتبة الإنسان القويم.