«الجزيرة» - الاقتصاد:
اختتم المؤتمر التقني الدولي «ليب23» فعاليات اليوم الثاني بعدة جلسات تمحورت حول أهمية دعم المواهب في النمو الرقمي للدول، ودور شبكات الجيل الخامس في الثورة الصناعية الرابعة، وعدد من الموضوعات ذات الصلة، إلى جانب استعراض الفرص التي حملها عصر الثورة الصناعية الرابعة وما تكتنزه من فرص استثمارية.
وفي مستهل الحديث خلال جلسة «خارطة طريق لبناء اقتصاد المملكة وحل لغز المواهب» استعرض الرئيس التنفيذي لشركة «تيش» جورناني ماهيندرا، الدور المهم لتقنية المعلومات، التي وصفها بالعنصر المهم الداعم للاستمرار تحقيق النمو، معرباً عن فخره بما قدمه نخبة من الوزراء السعوديين خلال جلسات اليوم الأول، وكشفوا من خلاله عن استثمار ملايين الدولارات للإسهام في نمو الاقتصاد وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 من خلال بناء الشراكات الضخمة وتقديم الخدمات ودعم التقنية والأنظمة البيئية.
وأشار ماهيندرا إلى ضرورة التركيز على بيانات الذكاء الاصطناعي وبيانات الميتافيريس في ظل استثمار المملكة بنحو 50 % في مجالات الطاقة، مبيناً أن جميع الممكنات لتحقيق النمو متوفرة، بالاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة، خاصة مع وجود أكثر من 50 % من الكوادر الوطنية التي تعمل عبر الاستثمارات المختلفة لتنمية المجتمع المحلي وخدمة الاقتصاد ككل من خلال جاذبية الفرص الاستثمارية والتنافسية العالية لاقتصاد المملكة.
وتناول رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في أريكسون فادي فرعون، الآفاق التي تفتحها تقنيات شبكات الجيل الخامس في حال تم توظيفها عبر منصة واحدة، منوهاً بقدرتها الفائقة على تمكين الواقع المعزز والميتافيرس، متوقعاً تنامي استخداماتها بنسبة 30% في المملكة والمنطقة؛ ما سيسهم بشكل مباشر في زيادة الإنتاجية وتقليل التكلفة، لافتاً الانتباه إلى أنه ستُستخدم في موانئ المملكة؛ لتسريع المناولة، وإيجاد تواصل أسرع مع السفن، كاشفاً عن مشاريع مشتركة مع شركة الاتصالات السعودية لاستخدام مزيد من الطاقة الشمسية في مواقعها، إضافة لتعاون مع شركة موبايلي تم بموجبه معالجة وإعادة تدوير الأجهزة الإلكترونية بحجم 250 طناً مترياً للعام الماضي ما سيدعم الاستدامة من خلال خفض الانبعاثات 15 % في مختلف الصناعات.
فيما عدَّ الرئيس التنفيذي لشركة «ناتانيكس» راجيف راماسوامي، أن تقنية المعلومات أحد أهم الممكنات لتحسين حياتنا والإسهام في بناء اقتصاد متنوع من خلال التعليم وجذب المواهب وبناء المجتمع الحيوي الذي تنشده المملكة العربية السعودية، التي تعدُّ بعض مدنها من بين أفضل 300 مدينة في العالم، مشيداً بمراكز الدعم والمساندة والحوكمة وقوانين المحافظة على سرية المعلومات والمواهب التي تدير صناعة تقنية المعلومات في المملكة، كاشفاً عن وجودهم منذ العام 2016م وتعاملهم مع 250 عميلاً و5 بنوك رئيسية تستخدم تقنياتهم وعدد من الجامعات، مشيراً إلى أن استثماراتهم مع وزارة التربية والتعليم أسهمت في تحديث البنية التحتية للتعليم وأضافت سهولة وجودة للعملية التعليمية من خلال تقديم الكثير من الخدمات التي تختصر الوقت المبذول بنسبة 60% ترفع من العمل المنجز بنسبة 40 %.
وفي جلسة حوارية بعنوان « البنية التحتية الرقمية وتمكين منظومة الابتكار» شارك بها كل من المؤسس المشارك لمجموعة علي بابا إيدي وو، و مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «One MT» كايزن تشنغ، والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للحوسبة السحابية « SCCC» المهندس طلال البكر، وأدارتها الشريك الإداري لـِ «Ewtp Arabia Capital» جيسيكا وونغ. وأبدى المشاركون إعجابهم بالنقلة الرقمية الهائلة التي شهدتها المملكة وقصة نجاحها المنقطعة النظير في هذا المجال، التي أدت بدورها إلى امتلاكها منظومة متكاملة من الممكنات الرقمية التي ساعدتها على الارتقاء بالعديد من المجالات خاصةً مجال البحث والتطوير والابتكار، لافتين الانتباه إلى جهودها أيضًا في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية؛ مما جعلها تحتل المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في سوق الألعاب الإلكترونية وضمن أكبر 20 سوقًا عالميًّا.
وناقش المشاركون الفرص العظيمة التي حملها عصر الثورة الصناعية الرابعة وما تكتنزه من فرص استثمارية، والتحديات التي تواجه رياديي الأعمال ومطوري الألعاب من الانطلاق بابتكاراتهم وطموحاتهم إلى مستويات متقدمة.
ودعا المتحدثون في ختام الجلسة إلى تبني أعلى المعايير في دعم المواهب والطاقات الشابة، وإفراز مساحات للنساء، ورفع كفاءة العمل، وترسيخ ثقافتي الإبداع والابتكار، بما يمهد لتقديم خدمات ومنتجات ابتكارية وإبداعية في آنٍ واحد.