عثمان أبوبكر مالي
بعد لقاء تلفزيوني استمر قرابة ساعة كاملة، لم يحصل الظهور الأخير لرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل؛ على القبول أو الرضا عند كثير من الرياضيين والمتابعين من جماهير الأندية عموماً، والكبيرة منها على وجه الخصوص، ولا يبدو أنه حصل حتى على أدنى درجة من الإقناع في معظم إجاباته على الأسئلة المباشرة التي طُرحت عليه والتي كان أغلبها في صميم عمل الاتحاد وصلاحيات الرئيس، وهذا بناءً على ردة الفعل التي أعقبت الحديث ولا تزال.
كان المنتظر أن يقدِّم الرئيس في إجاباته (وجبة دسمة) من المعلومات يزيح بها الكثير من الغموض عن أمور اللعبة وقضايا الأندية وعلاقته بها ويرد على علامات استفهام الجماهير ومحبي الكرة السعودية، من خلال الإجابة على أسئلة (المحاور الذكي) الواضح تحضيره لها، وكان المنتظر أن يكون تحضير الضيف أيضاً، وتوقّعه للأسئلة والموضوعات التي طُرحت وعلامات الاستفهام التي واجهته بنفس الدرجة والرد بنفس الحضور، بل وأكثر، من واقع قراءة مسبقة واطلاع على تساؤلات الوسط الرياضي وعلامات الاستفهام التي تطلق بشكل يومي في الإعلام الرياضي وأغلبها تحولت إلى (رأي عام) يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي باهتمام وإسهاب كبيرين، لم ينجح اللقاء في إزالة الغموض ووضع النقاط على الحروف في أمور كثيرة تتعلّق باللعبة وبعلاقة الاتحاد بالأندية واللجان والقرارات، وربما زادت أكثر وأكثر، بسبب غموض الإجابات، حتى ظهر من يقول في التعليق على اللقاء ويسأل (من يدير من في الاتحاد؟)
كان أكثر ما لفت الأنظار في كثير من إجابات الشخصية المهمة في كرة القدم السعودية، الرد بعبارات أو كلمات مثل (لا أعلم.. ولا أدري.. وليس من اختصاصي) مع أن الأسئلة التي طرحت عليه من صميم عمل الاتحاد، كما يبدو وتدخل ضمن نطاقه العملي والتنظيمي، ولا يمكن لإعلامي متمرس مثل الزميل وليد الفراج، أن يترك مساحة لقاء مع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ويضيع الوقت في أسئلة ليست من شئونه أولاً تدخل ضمن اختصاصه، أو لا يكون رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو صاحب سنوات طويلة من العمل في الاتحاد قبل ترؤسه لا يدري عنها؟!
الصدمة الأكبر في الحوار جاءت في اليوم التالي مباشرة من خلال البيان الرسمي الذي صدر عن (هيئة الهلال الأحمر السعودي) والذي يؤكد أن الفرق الطبية الموجودة في الملاعب ليست تابعة للهيئة، كما قال رئيس الاتحاد، بعد أن حمّلها مسؤولية سقوط لاعب من فريق العدالة في مباراته أمام الاتفاق، أثناء تقديم الخدمة الإسعافيه له، وبين البيان أن الهيئة لا تقدم ولا تشارك في الخدمة الطبية في الملاعب، ولم تتلق طلباً لذلك منذ عامين (عامين كاملين)، فهل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يعلم عن ذلك كل هذه المدة؟! وهل بعد هذا يحق لنا أن نقول إن سعادة الأستاذ ياسر المسحل هو (رئيس اتحاد.. ما أدري)؟!
كلام مشفّر
* مهمة كبيرة تنتظر الفريق الاتحادي في مباراته القادمة أمام العدالة، وهي أول مباراة يخوضها أمام جماهيره في الجوهرة بعد الفوز بكأس السوبر، ينتظر اللاعبين والجهاز الفني والإداري للفريق مهمة صعبة وهي مواصلة الانتصار والفوز للاستمرار في المنافسة والمقدمة، وعدم التأثر بمظاهر الفرح والاحتفال التي لا داعي لها وليس وقتها، والتي تذكّر بتيفو مباراة الهلال في الموسم الماضي، وعلى نفس الملعب، المفروض التعلّم مما حدث وأن كل شيء في وقته حلو.
* انتهت فترة التسجيل الثانية للاعبين المحترفين (المير كاتو الشتوي) وخلت من انتقالات معتبرة رغم خلو الساحة (المحلية) لغياب قوتين شرائيتين هما الاتحاد والهلال، ووجود أسماء دخلت الفترة الانتقالية، وهذا عكس ما حصل الموسم الماضي في مثل هذا الوقت، حيث شهدت الفترة انتقالات لا سماء كبيرة ودولية، كان لها صدى كبير، واعتبرت (ضربات شتوية) حارقة!
* عندما يكون الرئيس - أي رئيس - غير قادر على المواجهة غير متابع للساحة ولما يتم تداوله، غير ملم بأمور مهمة ودقيقة وملحوظة، الحل ببساطة في (المتحدث الإعلامي) من خلال اختيار شخصية ملمة ومتابعة، سواء من أعضاء الاتحاد أو من خارجه، تعيش الأحداث والقرارات وجعله (الواجهة الإعلامية) للجهاز، ذلك أولى وأفضل من التستر خلف (مستشارين) وأوجه من الظهور الخافت والمهزوز أياً كان الغطاء الإعلامي.