عبد العزيز الهدلق
ستبقى قضية الهلال وإيقافه لفترتي تسجيل غامضة بكل تفاصيلها، ولا يستطيع من أصدرها أو من أكدها الخروج على الملأ وفك رموزها وطلاسمها. ستبقى تفاصيل هذه العقوبة طي الكتمان، وفي أحراز محرزة في مكاتب وأدراج سرية. وربما بعد حين من الدهر لا نجد لها أثراً.
العقوبة انتهت اليوم ولكن آثارها لازالت باقية حتى الآن، ولازال الهلال يعاني منها. ومن يتابع الهلال اليوم في مسيرته المحلية والخارجية يعجب لمقدرته على البقاء في واجهة المنافسة. فهو من مجموعة متصدري الدوري، وينافس آسيوياً، وعالمياً وصل لنصف نهائي كأس العالم للأندية، رغم معاناته وجراحاته، ورغم تكبيله، ومنعه التعسفي عن التسجيل فترتين. فكل الأندية المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية حظيت من اتحادات بلادها بدعم ومساندة، فيما الهلال حضر لأرض المنافسة العالمية مقيداً بجملة عقوبات محلية فرضت جراء قضية لازالت ملابساتها مجهولة وغامضة. ومع ذلك أبى هذا الهلال الانكسار، وبقي واقفاً شامخاً في أرض المعركة يقاتل بما تبقى لديه من سلاح، دون يأس ودون استسلام، فتفوق على صاحب الأرض المسنود بسبعين ألف مشجع جلجلت أصواتهم كل الأرجاء الأطلسية. وبلغ نصف نهائي الأرض. وسجل اسمه ضمن أقوى أربعة أندية في العالم في إنجاز يكرره للمرة الثالثة.
زوايا..
- رئيس اتحاد الكرة ياسر المسحل خلال ظهوره في برنامج أكشن مع وليد تحدث عن عقوبة الهلال بطريقة الحوم حول الحمى، وأنهى حديثه دون أن يجيب عن السؤال الذي وجه له بخصوص العقوبة. وهذا يؤكد أن لا أحد يستطيع التطرق بصراحة ووضوح لملابسات وتفاصيل القضية. بما في ذلك رئيس الاتحاد.
- القضية الغامضة التي تعرض الهلال جراءها لعقوبة المنع من التسجيل لفترتين ستبقى خالدة في سجلات منافساتنا الكروية، وعلامة لا تمحى. دالة على أن إرادة صاحب القرار نافذة رغماً عن اللوائح التي لا يملك تكييف بنودها إلا هو، ولا تفسير قواعدها إلا هو.
- د. يحيى الشريف رئيس غرفة منازعات كرة القدم في مركز التحكيم الرياضي رمى الكرة في مرمى مركز التحكيم بعد أن كشف شيئاً من الغموض وأفصح عن معلومات تشي بأن العقوبة بحق نادي الهلال لم تمر عليه كمسؤول مختص في المركز, وهو ماعزز قناعة الهلاليين بأن العقوبة وراءها ما وراءها، وأن الصمت كان هو جواب مركز التحكيم الرياضي على حديث المسؤول فيه د. الشريف. فليس لدى المركز ما يقوله.
- بعد صدور عقوبة الهلال بالمنع من التسجيل فترتين توالت الاستقالات من غرفة فض المنازعات، ومركز التحكيم الرياضي بشكل أدهش كل المتابعين.
- ستكون مواجهة الهلال اليوم في نصف نهائي كأس العالم للأندية صعبة أمام فلامنجو البرازيلي، وليست الصعوبة في أنه يواجه بطل السامبا ولكن في حجم النقص الذي يعانيه. فنصف الفريق الذي سيدخل مواجهة اليوم من البدلاء. ويكفي كبير آسيا فخراً أنه وصل لهذا الدور، وأكد حضوره كواحد من أفضل وأقوى أربعة فرق كرة قدم في العالم.
- الهلال هو الابن البار للكرة السعودية بما يحققه من إنجازات قارية وعالمية، وبما يمد به منتخبات الوطن من عناصر مميزة ذات قيمة تسهم في تحقيق منجزات وطنية مشهودة. أما الابن العاق فهو الجاحد الناكر لكل ما يقدم له من دعم ودفع لا محدود، الذي يرسب في كل اختبار، ثم يدعي المظلومية ويشتكي من يدعمه ويدفعه للأمام ليبرر فشله المتكرر.
- بعد نجاح الخماسي الهلالي في تسجيل ركلات الترجيح أمام الوداد المغربي هل يتم استبعاد سالم الدوسري من احتكار تنفيذ ضربات الجزاء في مباريات الهلال؟
- القول إن الهلال ذهب للمشاركة في كأس العالم بدون دعم أو مساندة إلا من جمهوره فيه ظلم كبير للهلال، وتبرئة لمن طوقوه بالعقوبات. فالهلال لا ينتظر منهم دعماً ولا يريده ولا يحتاجه. ولكنه يريد رفع القسوة عنه، والإجحاف بحقه.