أورنيلا سكر
أثار صعود نجم سمو الأمير محمد بن سلمان في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها ردود فعل داخلية وخارجية عبرت عنه كثير من التصريحات والكتب. فقد أحسن سموُّه تصدير رؤية قيادية مشرقة نقل المملكة العربية السعودية من خلالها إلى مرحلة جديدة من الانفتاح والتحضر من خلال عديد من الممارسات الإصلاحية والتنويرية خدمت المملكة وجعلتها في قلب العالم وأمام تنافس شديد مع الغرب. الصورة الوحيدة التي لا منازع لها، هي أن سمو الأمير محمد بن سلمان هو اليوم شخصية العصر نظراً لحجم الامتيازات والرؤية المستقبلية التي يحرص من خلالها إلى نقل المملكة العربية السعودية نحو عالم يسوده التطور والحداثة والتحضر وأن تقوم المملكة على تحسين واقع المرأة في مجالات عديدة فضلاً عن استضافتها وجوهاً عالمية وفنية عالمية وعربية لها معجبوها في العالمين الغربي والعربي. كما أن سمو الأمير محمد بن سلمان استطاع محاكاة العالم بخطاب جديد عن التنمية المستدامة التي يقودها ومشروع نيوم وممارسة الانفتاح والحوار مع العالم وفق رؤية حضارية تعبر عن التسامح والإنسانية في كثير من الملفات العربية والإسلامية والدولية.
وفي سياق متصل، نجحت المملكة العربية السعودية من خلال سمو الأمير محمد بن سلمان إلى تثبيت رؤية جديدة تؤكد المملكة العربية السعودية من خلالها على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وأن هذه العلاقة تقوم على أسس متينة وروابط عميقة وهذا ما عبر عنه سمو الأمير محمد بن سلمان على ضوء موقف المملكة من الحرب الأوكرانية-الروسية وأزمة الطاقة باعتبار أن أي قرار بشأن رفع الإنتاج النفطي مرهون بمدى احترامه لمصالح المملكة والعالم. كما أن الدبلوماسية السعودية كانت فاعلة بشأن الحلول السلمية والحوار بشأن مناطق النزاع المتمثل على مستوى أوروبا وأزمة الطاقة أو الحرب في أوكرانيا والمفاوضات بشأن اليمن والعراق، فضلاً عن أن المملكة العربية السعودية عبرت بشكل واضح وحازم عن موقفها بشأن عملية السلام مع إسرائيل المرهون باعترافها بالدولة الفلسطينية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقه مقابل أي تسوية أو اتفاق وهذا ما عبرت عنه التصريحات الرسمية التي جاءت على لسان وزير الخارجية السعودية سمو الأمير فيصل بن فرحان.
اليوم أصبح العالم في مكان آخر، فلم يعد بالإمكان مخاطبة الجماهير بلغة العنف والكراهية والتطرف، بل نحن بحاجة إلى قيادة تطرح مشاريع نهضوية مشرقة لبناء الإنسان وتطوير برامج التنمية المستدامة كما تفعل المملكة لا مشاريع التسلح والأنشطة التخريبية والمزعزعة للأمن والاستقرار. إن عقيدة الموت وتجنيد الشباب في إطار التوجه المتشدد أصبح موضع مواجهة لدى الدول المحبة للسلام وبينها المملكة، ما يتطلب نشر ثقافة السلام والتفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات بعيداً عن لغة الإكراه وثقافة الموت والخوف. إن هذا التوجه الذي تسوقه المملكة العربية السعودية جعل هذه الشخصية القيادية المتمثلة بسمو الأمير محمد بن سلمان موضع احترام في كثير من الأوساط.
وفي الختام، إن المملكة العربية السعودية اليوم رائدة وعنوان للقيادة والانفتاح والنهضة ومشاريع العمران، ومحمد بن سلمان شخصية مؤثرة على مستوى العالم الغربي والإسلامي والعربي وبخاصة أن العالم يمر أمام تحديات كبيرة وخطيرة تئن من مواجع الحروب والقذائف والفقر والمجاعة والتخلف والكراهية، تأتي المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد وفق منهاج الحداثة والتقدم والانفتاح لتقود العالم في قلب المملكة نفسها ضمن مشاريع فنية تعزف للحياة والأمل والوجود في وقت يجنح فيه الآخرون للتوتر وخطاب الكراهية والعنف والتطرف وثقافة الإبادة. إن المملكة العربية السعودية اليوم في مرحلة جديدة تحرص من خلالها على نشر ثقافة الانفتاح والحضارة والتسامح وتعزيز الدبلوماسية الناعمة عبر الوساطة والمساعدات بهدف تحقيق الاستقرار والأمن والأمان في المنطقة.
** **
- صحافية لبنانية متخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الاستشراقية