مبتدأ:
إهداء لأستاذي الجميل والمربي القدير الذي هذب حرفي وطوقني بجميل فعله وحسن تودده لقلمي..
هذا أول الغيث على أرض مدونة هذه (الجزيرة الملهمة.) لا أنساها أبداً ولن ينسى قلمي لها هذا الجميل. إن شاء الله
السادة الأعزاء..
أثر هذا الغيث على الأرض واضح لكل مبصر كما أن أثره في نفس كل أعمى. لا أحد ينكر وقوعه داخل النفس وملامسته لها وليس لأحد أن يتعالى على آثار رحمة الله بعباده إلا كل جاحد ظلوم.
جاء التعبير القرآني البديع واصفاً هذا الغيث إذ هو وقع على عباده.. (إذا هم يستبشرون، (اهتزت وربت...)
لماذا هذه المقدمة ؟
أهي كلمات لا معنى لها؟ أم ملء أسطر زادت الحاجة عنها؟ أم تمرين على الكتابة؟ وتقوية يد هزيلة؟ كلا.
هذا الغيث النازل من السماء معروف ومعلوم.
غير أن (الغيث) الذي نزل عليّ من أساتذة لي لامس كل مشاعري. نخبة فضلاء استبشرت بقدومهم كما استبشرنا بهذا (الغيث). ما أكثرهم عليّ.
بفضل الله تعالى ورحمته هذا اليوم الذي أدون فيها هذه المقالة يوافق 7-7-1444 جاء بعد 26 سنة من المحاولات الجادة في النشر والكتابة ولما أصل بعد.
الخطوة الأولى بدأت عام 1412 - 1992 مع لمسة حانية ويد كريمة ولسان طيب وغيث مبارك نزل علي.
أ. غيث الغيثات.-يحفظه الله حيثما كان- مدرسة خليفة بن خياط الابتدائية النسيم الشرقي.
القصة كما يلي:
داخل الحجرة الدراسية في حصة التعبير يدلف الأستاذ غيث ويطلب أن نتهيأ للقراءة أمام السبورة، أكثر رفاقي يلقون مادة تعبيرهم ويرجعون لمقعدهم مع كلمات شكر وثناء.
تصوروا بعض الرفاق مازالت علاقتي حتى اليوم بفضل الله ثم بأناقة روحهم وجمال أخلاقهم
أ. منصور العبدالواحد أبو أيوب
أ. خالد بن عبدالرحمن أبو مالك
أ. محسن العبدالواحد أبو أحمد
نعود للقصة.. أما التلميذ الصغير فهد.. يتقدم إلى السبورة ثم يرفع أ. غيث الكشف أمام الجميع سجلت لزميلكم فهد درجته كاملة قبل أن يتكلم أو يقرأ ماكتبه. بارك الله, تكريم فوق تكريم. عطاء يفوق طاقة ابن صغير في مرحلته الابتدائية.
الله.. الله.. ما أحسن عملك.
هذا العمل التربوي والسلوك الإيجابي من أستاذ إلى تلميذ يدفع لمزيد من الجد والكثير من العمل.
كل واحد من الناس تعرض لمثل هذا ولكن بنسب متفاوتة والذي أراه أن الذي فعله أستاذي العزيز اشتمل على عدة أمور:
* الاستمرارية.
(استمر بالتحفيز لطلابك ولا تتوقف).
* الوقت المناسب.
(هناك فرصة مناسبة للتعبير فحذارِ من إهمالها).
* الحافز الداخلي.
(عليك أن توجد دافعية داخل نفسك، وتضمها للحافز للخارجي ولكن تكون أكبر منه ثم لاتنقطع عنها). بعد طلب معونة الله أولاً وأخيراً.
علينا العمل دائماً حتى لو توقف الحافز الخارجي بإذن الله ستأتي الفرصة وهي ساعة زمن تطول أم تقصر، هو اختبار صبر تفوز أمامه أم تخسر.
كن مستعداً بالعمل والمثابرة والتحلي بالروح المتفائلة والاحتكاك بالرفاق الإيجابيين وغيرها وهذه (كلها) معانٍ إسلامية مشرقة وفي (أكثرها) معانٍ إنسانية في نفوس كل العالمين كافرهم ومؤمنهم من عمل بها وأخذ بزمامها وصل لهدفه وظفر بغايته الحسنة أم السيئة. صدق رسولنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»..
بعض الأخلاق والقيم قبل نور الإسلام فعلها رجال ونساء ثم جاءت شريعتنا الغراء وأكدتها وأعلت من مكانتها.
غير أن الذي يميز المسلم أنه حين يظفر بغايته يكسب حظاً من الأجر والثواب في الدارين جميعاً.
بخلاف غير المسلم الذي ينال حظه وقد يكون وفيراً في الدنيا، ولكن يتوقف عنه في الآخرة..
ولايظلم ربك أحداً. كما ثبت ذلك بالنصوص القطعية في الكتاب الكريم والسنة النبوية..
هنا أذكر مع كامل الود كلمة ذهبية لمفكر عظيم فاحفظوها ثم اعملوا بها يقول:
«اعمل ماهو ممكن الآن ولاتنتظر تحسن الظروف».
حسناً، قد تعمل ولايكون عندك أمثال أ. «غيث» سواء كان أستاذاً أو صديقاً أو كتاباً أو مدرسة أو قائداً أو زوجة أو مكان عمل أو...
حينها لاتتوقف أبداً عن العمل تنتظر ينزل عليك هذا (الغيث). إن لم ينزل، فاصعد أنت له.
نعم، بفضل الله تعالى كان عندي وعند غيري من رفاقي المميزين الذين انتبهوا لهذا القانون مبكراً بعد توفيق الله ثم أساتاذتنا المبدعين الذين لفتوا أنظارنا لفترات طويلة حتى حفر طريقه هذا المعنى في عقولنا وقلوبنا.
خاتمة:
لا يتوقف هذا الغيث عن نفسك أبداً..