عندما نتأمل ثقافة فقه صرف المال في منظومة العمل الخيري والإنساني المؤسس على قاعدة أولويات جدارة الصرف والإنفاق لكل ما فيه الارتقاء الماثل لتحقيق النفع المتعدي للمصلحة العامة والذي يأخذ ديمومة الاستمرار لمبرة تبقى ما بقيت الحياة، هنا ينبري لنا ولأول وهلة المحسنان الكريمان والأخوان الوجيهان عبداللطيف ومحمد أبناء أحمد الفوزان اللذان يسجل لهما مسلك العطاء الخيري المتنوع وبسخاءات اليد الممتدة الندية، وبشكل لافت وباهر وبصمت العقل الواعي المسؤول الذي أراد وجه الله والدار الآخرة.
إذ نجد أثرهم الخير والمتنوع نثروه بسخاء في مسقط رؤوس آبائهم وأجدادهم الزلفي التي أحبوها وسكنت وجدانهم ولو ذهبت أعدد أعمالهم ومبراتهم الخيرية لطال المقال إلا أن المقام أكبر وأعرف تمام المعرفة أنهم لا يرغبون حتى ذكرها أو الكتابة عنها أو الإطراء أو الثناء؛ حيث لا يعدون ما يقدمونه إلا واجب يمليه عليهم دينهم، وقد عرفتهم عن قرب وجالستهم ولازلت حيث مجالسهم العامرة المفتوحة على مدار الأسبوع في الخبر والرياض والزلفي فأيقنت بأن الثراء لم يزدهم إلا إثراءً وثراءً خلقياً إلى ثرائهم، وأن المادة بالنسبة لهم ما هي إلا وسيلة أو سبب في الخير وما زالت في أيديهم دون قلوبهم، وهم من يثرون الثراء، لا الثراء يثريهم بشكر النعمة وأداء حقها فلا سرف ولا ترف ولا ازدراء ولا تبذير التواضع سمتهم، والكرم والبشاشة طبع لازمهم ولازال يأتلق ألقًا إلى ألقهم.
إنهم بحق مؤسسة خيرية وإنسانية فريدة من نوعها واليوم يعلن عن توقيع مبادرة جديدة لمركز الفوزان للنساء والأطفال التابع لمستشفى الزلفي العام بسعة 42 سريراً لينضم إلى منظومة العمل الخيري والإنساني لمجموعة الفوزان المتنوعة المجالات.
فالحاجة ملحة لمثل هذا المشروع الحيوي الذي تحتاجه المحافظة نظرًا للنمو السكاني والذي يبلغ حوالي100 ألف نسمة، وشهادة حق عايشت جانبًا منها منذ عقود كان لرجال الأعمال بالزلفي دور كبير في إنمائها منذ البدايات الأولى في الثمانينيات والتسعينيات الهجرية وعقود بعدها منهم من توفاه الله ومنهم لازال يقوم بدوره فالزلفي له محبة خاصة في نفوس أهلها والمبادرين مهما قل أو كثر ما يقدمه يشكر على عطائه والفوزان ما هم إلا امتداد لهذه الدوحة الزاهية بكرم النفس التائقة للأجر والمثوبة من الله وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ونعم المال الصالح عند الرجل الصالح، وقديماً قالوا في الأمثال: عاشر كريم فالخير فيه أصيل والجود من شيم الكرام.
أسأل الله العظيم أن يخلف عليهم فيما ينفقون وأن يجزل لهم الأجر والمثوبة فما أسعدهم بما ينفقون وما أسعدنا بهم نحن أبناء الزلفي وأهله.