عمر إبراهيم الرشيد
من المعلوم أن مؤسسة الزواج في الغرب وأمريكا قد بدأت بالتدهور منذ ما يقارب المئة عام أو تزيد، والسبب بالطبع هو التدهور الأخلاقي وإهمال حتى ما تبقى من القيم المسيحية من قبل تلك المجتمعات التي ما زالت تعتبر نفسها أممًا مسيحية. في إيطاليا وهي محور حديثي فقد انخفض عدد المواليد إلى أدنى مستوى منذ توحيد البلاد عام 1861 وعلى مدى 12 عاماً متتالية، وهو ما يحدث لها منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وتحديداً عام 1946 . ألون ماسك المهندس ورجل الأعمال الكندي - الأمريكي دق ناقوس الخطر بهذا الشأن وذلك منذ مايو الماضي، حين عبَّر عن قلقه من اضمحلال الشعب الإيطالي وقرب زواله بسبب تناقص المواليد المريع كما قلت. وجاء حديث ماسك تعليقاً على تغريدات نشرها الباحث في الأمن السيبراني أندريا ستروبيا الذي أورد إحصاءات بيانية أوضحت بأن 14.1 مليون من أصل 58 من الإيطاليين يعانون من أمراض مزمنة، وهو ما يزيد من مخاطر تناقصهم حد الاضمحلال والزوال الوشيك، وبأن المواليد في هذا البلد القديم يتناقصون منذ 1946 كما ذكر وذلك بالرغم من برامج الرعاية الاجتماعية.
والون ماسك يعد من الشخصيات المؤثرة على المسرح العالمي، بمعايير العالم اليوم، بسبب ما يمتلكه من شركات تقنية وصناعية أهمها (تسلا) للسيارات الكهربائية و(اكس سبيس) وأخيرًا استحواذه على (تويتر) المنصة الأوسع انتشاراً عالمياً، إلى جانب أنه أثرى أغنياء العالم بثروة تتجاوز 174 مليار دولار. وقد سبق وقدم مبادرة للسلام تنهي الحرب الروسية الأوكرانية وذلك بأن تعترف أوكرانيا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم وتتخلى عن طلبها الانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. وبالطبع لن يرضي هذا أوكرانيا ولا الغرب وأمريكا التي تستخدم أوكرانيا أداة لها لمناكفة وإنهاك روسيا سياسياً واقتصادياً. وبالمناسبة فإن الون ماسك ينظر له على أنه مارق من منظومة ما يطلق عليها (الحكومة الخفية) كما يردد بذلك محللون وكتاب وحتى فئات متعاظمة من البشر في مختلف المجتمعات. ومعروف بأنه قد وضع عددًا من العراقيل أمام ماسك للحيلولة دون استحواذه على (تويتر) ولكنه استطاع في النهاية إتمام الصفقة، فأعاد حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والذي هو الآخر يواجه حرباً على هذا الصعيد باعتباره مارقاً على تلك القوى الخفية التي تتحكم في مفاصل الاقتصاد العالمي والأزمات وتجارة الحروب.
مؤسسة الزواج هي العمود الفقري للمجتمعات، واسترارها وعافيتها قوة لأي مجتمع، بتسلم الرجل والمرأة كل لوظيفته الاجتماعية والكونية التي اختارها الله جلت قدرته لهما، وبانهيار هذه المؤسسة ينحدر المجتمع بل ويشيخ كما يحدث للمجتمع الإيطالي، إلى اللقاء.