ماذا حصل للنصر؟! وماذا بقي ليظهر الفريق بالشكل الذي يرضي محبيه، خاصة بعد قدوم كريستيانو رونالدو؟! إن هذين السؤالين وأسئلة أخرى بدأت تظهر على السطح من بعد خسارة الفريق لمباراة السوبر أمام الاتحاد والتي خسرها بثلاثية وخرج من البطولة، واليوم عادت ذات الأسئلة بعد التعادل في الدوري أمام الفتح.
إن ما عاشه المشجع النصراوي منذ معسكر الفريق قبل بدء الموسم الرياضي الحالي فيه شيء كبير من الإيجابية بأن الفريق قادر على المنافسة بكل قوة لكسب بطولة الدوري، بل وزادت الإيجابية وارتفع سقف الطموح كثيرًا وزادت الثقة بعد التوقيع مع رونالدو.
حضر الأسطورة وكانت أولى المباريات أمام الاتفاق وفاز الفريق ولكن بصعوبة، بعدها خسر من الاتحاد واليوم يتعثّر بخسارة نقطتين، حيث تعادل مع الفتح، مما فتح العديد من الأسئلة والنقاشات على العمل الفني الذي يقدّمه المدرب الفرنسي جارسيا وعدم قدرته على الاستفادة من إمكانيات اللاعبين وتوظيفها بالشكل الصحيح وكذلك أخذ البعض النقاش نحو عدد من اللاعبين ومستوياتهم التي ظهرت أقل من المتوقع وأهمهم كريستيانو!
إن من شاهد النصر منذ بداية الدوري دون رونالدو، كان على يقين أن الفريق يعد المرشح الأول لنيل بطولة الدوري والكأس والسوبر، لقد كان النصر من أمتع الفرق فنياً وكانت لديه قوة ضاربة في كل خطوطه.
ولا شك أن إصابة حارسه أوسبينا ورحيله كانت صدمة قوية وسبب في تراجع الفريق وكذلك إصابة مدافعه أولفارو هزت قوة الدفاع وأحدثت كثيراً من الارتباك في الفريق، وهذه الأسباب تعد كافية لتراجع أي فريق يفقد أهم عناصره.
ولكن وبكل أمانة لم يتوقف الدعم عن الفريق وتحركت بوصلة التعاقدات وتم إحضار الحارس الأرجنتيني البديل وكانت أولى المشاركات أمام المنافس الشرس الاتحاد، وكان الجميع يتوقع تأهل النصر والوصول إلى نهائي السوبر عطفاً على الأسماء الكبيرة والدعم الكبير، وحصل العكس وقدم العميد واحدة من أجمل مبارياته وقدم مدربه ولاعبوه دروساً فنية كبيرة وحققوا الانتصار بالثلاثة ووصلوا للنهائي وحققوا اللقب.
اليوم وبعد تعادل الفريق النصراوي أمام الفتح الذي كان قريباً من الفوز وتحقيق النقاط الثلاث، أصبح كل نصراوي يضع يده على قلبه قبل كل مباراة خشية مزيد من الضغط النفسي على الفريق واللاعبين بعد التعثرات الأخيرة.
لقد قلنا إن قدوم كريستيانو للنصر سيكون إيجابياً وسلبيًا في الوقت ذاته، وسيلعب كل لاعب في أي فريق يواجه النصر بروح كبيرة وحماس ورغبة عالية جداً لتحقيق الفوز طالما يواجهون فريقًا يقوده الأسطورة، وهذا ما حصل وشاهدناه من بعض الاتفاق والفتح بالدوري وكذلك لاعبو الاتحاد بالسوبر.
اليوم خسر الفريق خدمات نجمه الأول البرازيلي تاليسكا حينما تعرض للطرد أمام الفتح، حيث سيغيب عن المشاركة أمام الوحدة في الجولة السادسة عشرة، ويطمح النصراويون في تحسن العمل الفني من قبل المدرب لتحقيق فوز يرضيهم ويعطيهم اطمئنانًا على الفريق ويعزز ثقتهم بالحصول على لقب الدوري.
أعتقد والله أعلم أن الأيام المقبلة قد تكون صعبة على النصر، وربما نشهد أحداثاً لم تكن في الحسبان سواء برحيل مدرب أو النجم الكبير، ولكن لا يوجد أمام النصراويين سوى إيجاد حلول عاجلة من خبراء محبين ومنصفين قبل حدوث مزيد من التعثرات.
** **
- محمد العميري