الحال تعود.. -كذا منطوق المثل-، نعم بإذن من حوله وعزّه الذي لا يرام، وملكه الذي لا يُضام، أي في حال عدم مسّ ما يخلّ بالبنيان.
جاء في «الطبّ» أن هناك ما يُسمى بـ(المخلوف)، فكم من مسّ أو قطع - بالجلد- إن هي أيام أو بضعة أسابيع فإذا بفضل الله لا تجده له أثرا
وكم ونحن صغار أُصبنا بجراح وبعضها غائر واليوم حتى أثرها بعد عين (أي كان يعيّن موقعها) بغابر ذاك العهد قد توارت ولم تستطع تحدد موقعها من جسدك.
كنت وصاحبي في بقالة نتسوّق لاستراحة أصحابنا، فقال هل نأخذ (علبة) مناديل يقصد هل ينقصنا هذا؟
فتواردنا لعل هناك مناديل، فقال لي المنديل (مطلب) لا انفكاك عنه، وحتى لو كان هناك.. فليس له تاريخ نحمل هم تأخرنا في استخدامه، وفوق ذلك السعر لا يحتاج تردداً.. المهم أن هناك ما ليس بحاجة أن تقف عليه أو تتردد حوله، بل إن في حياتنا ما هو أعزّ.. نفقده فلا نعود القهقري -كثيراً- في استقصاء طلبه.
لكن ليس كل تردد مذموم!
فقد نجد بالتسوّق كثيراً من الكماليات (لا يزيد نقصها شأننا ولا ينقص فقدها من قدر حياتنا، فنتردد في شرائها، ثم ما نلبث ربما بعد الخروج من السوق مباشرة ونحن نحمد ربنا أننا لم نشترها، ولعل كثيراً منّا «وافق» مثل هذه الحال، فلئن كان (المهم) يلزمنا اتخاذ خطوة تأخّر عن مقام الأهم، فكيف بشأن من لا يقف مع المهم بذات الدرجة
ولكن للأسف أن هذا في عرفنا التسوّقي لم نعد نعيره الدرجة التي تستحق ولهذه - النقطة- تحديداً يُعزى تخلخل ميزانية أحدنا الذي ينتهي راتب الشهر، بل يتسلل من بين أصابع اقتناء المشاهي فلا نفق إلا والراتب التالي لم يزف بعد وقته، هذا فضلاً عن منهجية (التوفير) التي تكاد تُحسّ أن بيننا وبينها شأواً بعيداً من الفهم، أقصد الوعي لها، ولها فقط كسبب رئيس تأتي مداخل الديون على حساب مداخل ماليتنا التي لا ننظر إليها لا بعين الشفقة بحالنا من أن نقع أو يقع أحدنا بتوبيخ كاد أهل الاقتصاد يبنون عليه قواعد للدول حتى، يقول (من اشترى ما لا يحتاج باع ما يحتاج)! وهو بالضبط ما يعنيه نصح أجدادنا سلفاً (احفظ قرش الأبيض لليوم الأسود) كناية عن حال قد تمر عليك وأنت بظرف كالح.. فضلاً أن نُعير القياس العقلاني نعزف به عن التجاوب على كثير من مطالبنا التي لو تمحّصناها وجدناها فضولاً فحسب، وكم ممن يحسب لهذه المثلبة التي ترزأ من لا يقيم لها وزناً بـ(عصب الحياة).. المال!